إن ما حدث في القديح ينبئنا أن الأساليب الإرهابية باتت تستخدم طرقاً حديثة في تجنيد الأشخاص، فحينما نرى شخصا عمره 15 عاماً يفجر نفسه يتبادر إلى الذهن عدة أسئلة منها كيف يمكن أن يتم تجنيد شخص في هذا العمر و تدريبه وشحنه بالأفكار الإرهابية حتى يصل إلى مرحلة أن يفجر نفسه في بلاده؟ بعضهم يجيب عن هذا السؤال بأن من يجند هؤلاء الصغار يمنحهم صك الغفران لدخول الجنة!! لكن المتأمل لواقعنا أننا لا نعيش في مجتمعنا على خرافات ولا نربي أبناءنا على خرافات وليس في ديننا خرافات بحيث يصبح الشخص ساذجاً وأسيراً للخرافة والأوهام بحيث يفجر نفسه لكي يحجز لنفسه مقعداً مؤكداً للجنة. قد يقول قائل أليس من فجر هو صغير في السن يسهل أن يُلعب بعقله؟ أقول نعم صغير في السن جاهل في أمور الحياة، لكن مجتمعنا يبين لنا أن صغارنا ونحن لما كنا في أعمارهم لسنا سذجاً إلى هذه الدرجة التي نقبل بهذه الفكرة الجنونية وربما حتى المجنون لا يقبلها، وخاصة أن التجنيد الإرهابي يحتاج إلى شحن الشخص بأفكار مغلوطة حتى يصل إلى هذه المرحلة المتقدمة، لذا أقول من علمه ومن دربه إلى أن يصل لهذه الدرجة؟ لقد مررنا بأيام سابقة كنا نسمع فيه دائماً عن القبض على خلايا إرهابية وأصبح المجتمع بكل مكوناته يندد به والخطاب الشرعي ُيحذر من هذه التوجه وفي التعليم تم التشديد على ضرورة المحافظة على الأمن والتحذير من الإرهاب ولازلنا على هذا الطريق من نبذ الإرهاب والتحذير منه، لذا أقول: إن أساليب الإرهابيين يبدو أنها تطورت ويجب الحذر منها. في المؤتمر الصحفي الذي عقده المتحدث الأمني لوزارة الداخلية اللواء م. منصور التركي تحدث عن أن التحقيقات لا تقتصر على كشف المتسبب بالحادثة الإرهابية بل يتعدى لجمع معلومات كفيلة بالتصدي للظاهرة بشكلٍ عام ومحاربتها وإحباط أي مخططات أو أساليب أو أدوات إرهابية تستهدف أمن الوطن. حديث المتحدث الأمني يبين أن وزارة الداخلية مدركة أن أساليب الإرهابيين في تطور للتغرير بالشباب الصغار منهم والكبار، الإرهابيون أمثال داعش وغيرها لن يتوانوا عن استخدام المخدرات واستخدام أساليب الإقناع العلمية مع بث أفكارهم الهدامة في التغرير بحيث يمكنهم أن يجندوا الصغار في فترة قصيرة، لذا لزاماً علينا أن نتنبه أكثر وأكثر في تربيتنا لأبنائنا وأن نمتثل نحن المواطنين مقولة (المواطن هو رجل الأمن الأول) ونسأل الله أن يحفظ بلادنا وأن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وولي عهد وولي ولي عهد من كل سوء.