من المقرر أن تكشف المفوضية الأوروبية أمس الأربعاء عن إستراتيجيتها لمواجهة التدفق المتنامي للمهاجرين لأوروبا والحد من وفيات المهاجرين في البحر المتوسط، ولكن خطتها لاقتراح حصص للهجرة بالنسبة للدول قوبلت بمعارضة بالفعل. ويُشار إلى أن الاتحاد الأوروبي هو مقصد الأشخاص الذين يهربون من الصرعات والاضطهاد أو يبحثون عن حياة أفضل. وأصحبت قضية مواجهة الهجرة أكثر إلحاحاً الشهر الماضي عقب غرق سفينة على متنها أكثر من 800 مهاجر، مما يُعد أسوأ حادث حتى الآن.. ولكن حكومات الاتحاد الأوروبي على خلاف بشأن الطريقة الأفضل لمواجهة تدفق المهاجرين. ومن المتوقع أن تعرض المفوضية، الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، إعادة توزيع المهاجرين في الكتلة الأوروبية إذا كانوا في حاجة ماسة للحماية الدولية. وسوف يزيل هذا التغيير الضغط من على دول مثل إيطاليا ومالطا، حيث يصل معظم المهاجرين بحراً. ويُشار إلى أن ألمانيا، التي تتعامل مع أكبر عدد من طلبات طالبي اللجوء في الاتحاد الأوروبي، هي من اقترحت هذه الخطة.. وسوف تفيد هذه الخطة السويد أيضاً، التي تستقبل أكبر حصة من طالبي اللجوء وفقاً لحجم تعداد سكانها. ولكن هذه المقترحات قوبلت بمعارضة قوية من جانب بريطانيا، التي بجانب أيرلندا والدنمارك، لن تتقيد بنظام الحصص، بجانب دول عديدة بشرق أوروبا. ووفقاً للمسودة التي اطلعت عليها وكالة الأنباء الألمانية، فإن الأمور الأخرى التي تشملها إستراتيجية المفوضية من بينها خطة أوروبية لإعادة التوطين. هذه الخطة سوف تشمل استيعاب المواطنين من خارج الكتلة الأوروبية مثل النازحين السوريين الذين يعيشون في مخيمات اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.. كما سوف تشمل الإستراتيجية إجراءات، اتفق عليها المسؤولون الأوروبيون الشهر الماضي، من بينها تعزيز الدوريات البحرية في البحر المتوسط والقضاء على الشبكات الإجرامية التي تشجع المهاجرين على عبور البحر، غالباً مقابل مبالغ طائلة من الأموال. وتشمل المسودة التصديق على مزيد من التعاون مع الدول مصدر الهجرة والعبور، بالإضافة إلى وضع إستراتيجيات طويلة المدى لتشجيع الهجرة القانونية إلى الاتحاد الأوروبي.