في مائة يوم من الحكم وفي وقت يحتاج فيه الحكام إلى أوقات تزيد على هذه المئة نجد أن خادم الحرمين الشريفين بفضل الحنكة والتجربة الطويلة وملازمة والده المؤسس وإخوانه الملوك الستة من قبله. لم يحتاج إلى وقت طويل لاتخاذ قرارات مصيرية تؤسس لمملكة المستقبل وتذب عن البلاد شرور أخطار محدقة. فاليوم وبعد مبايعة ولي العهد الأمير محمد بن نايف وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان نجد قيادة يعز مثيلها في البلدان الأخرى. فرأس الهرم خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه يقود هذه البلاد بتجربة السنين وحنكة الكبير ورؤية الخبير والمملكة معه تحلق بجناحين أيمنهما الأمير محمد بن نايف رجل في أواسط العمر خبره الجميع رجل دولة تخرج من مدرسة نايف بن عبدالعزيز فأفعاله تسبق أقواله يقدر الصغير والكبير وينام وهو يقظام في حراسة هذه المملكة ورد كيد الكائدين في نحورهم والجناح الآخر هو الأمير محمد بن سلمان الذي فاجأ الجميع بقدرته على إنجاز جميع الملفات التي حملها بهدوء واقتداء شاب في مقتبل العمر ينضح بالحيوية فنجده على الحد الجنوبي صباحاً وبعد الظهر نجده في العاصمة في اجتماع آخر وفي المساء يدير ما أوكل إليه من أمور الدولة. هذه هي مملكة الحاضر والمستقبل أصبحت تجمع تجربة السنين وحنكة الخبير وإضافة إلى العزيمة التي لا تستكين وحيوية الشباب التي لا تفتر. ولا يفوتني وأنا أبايع في هذا المقام أن أعرج على روح الألفة والمودة التي تجمع أفراد هذه الأسرة الحاكمة. فنرى الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي العهد السابق هو أول المهنئين والمبايعين للأميرين في قصر الحكم يسطر في ذلك أسمى معاني الوفاء والحب لدولة خدمها ما يزيد على نصف قرن من العمر. ثم نجد في لفتة وفاء عابقة بكل معاني الإخاء. خادم الحرمين الشريفين يصحبه ولي العهد وولي ولي العهد في زيارة لأخيه الصغير في نفس الليلة يشكره فيها ويثمن مواقفه ويقطع بها دابر كل إشاعة مغرضة وقلب حقود على هذا البلد العظيم الذي يقوده سلمان العظائم. دمت ياوطني عزيزاً شماً شامخاً ودام قادتك وشعبك الأبي. - سعود بن ماجد الدويش