وكما أعلنت دول التحالف منذ اليوم الأول وطوال أيام المعركة، فالحرب في اليمن لم تكن غاية، بل وسيلة لحماية الشرعية، وردع ميليشيا الحوثيين، ومنع تهديدهم للدول المجاورة، بل إن دول التحالف لم تنهِ عملياتها العسكرية بمجرد تحقيق الأهداف التي ذكرتها فحسب، فهي أيضا أثبتت حرصها على الشعب اليمني، بمواصلة دعمها عبر مشروع اقتصادي وإنساني يمر من بوابة عملية إعادة الأمل التي أعلنتها قوات التحالف. وكان واضحًا طوال فترة عاصفة الحزم أن دول مجلس التعاون الخليجي، تعمل وفق إستراتيجية دبلوماسية تتزامن في مسار واحد مع الضربات العسكرية، حتى إذا حققت الأهداف المرسومة من الضربات الجوية تكون الظروف مواتية لأن تعود القوى اليمنية للحوار، وهو ما تم خلال الجهود الجبارة التي قامت بها لاستصدار قرار مجلس الأمن 2216 على الرغم من العقبات الجمّة التي كادت تعرقل القرار أكثر من مرة. وفي ظل عمليات عاصفة الحزم كان اليمنيون يتظاهرون رفضا لانقلاب الحوثيين على العملية السياسية، ومنهم من ينخرط في المقاومة الشعبية للتصدي لمليشياتهم وللقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، بهدف دفع الحوثيين للعودة إلى الحوار والتوافق في ظل شرعية الدولة اليمنية، بعدما ضيع انقلاب الحوثيين في 21 سبتمبر - أيلول الماضي فرصة على اليمنيين، وعصف بأحلامهم في بناء الدولة اليمنية الحديثة. فأصبح من حق الرئيس عبد ربه منصور هادي - وفق الدستور- أن يستعين بالأشقاء، مؤكدا أنها ليست المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك باليمن. وعدّ مراقبون من الداخل اليمني عاصفة الحزم إيذاناً بعصر جديد للنخوة العربية من شأنه إنقاذ تاريخ العرب وجغرافيتهم، داعين إلى أن تكون عاصفة الحزم نهجا في التعامل مع إيران من هنا فصاعداً وفي أي منطقة من العالم العربي. وقال آخرون إن الحوثيين أداة لقوة خارجية متمثلة في إيران، مضيفا أن إيران تريد أن تكون دولة مذهب، مشيرين إلى وجود مشروع توسعي إيراني في المنطقة العربية، وأن الإيرانيين ينشئون تحالفا للأقليات ضد الأغلبية في المنطقة. وصف مفتي عام المملكة العربية السعودية رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، ما يحدث في اليمن بأنه «ابتلاء من الله»، داعيا إياهم إلى «شكر الله على نعمه». ودعا آل الشيخ، اليمنيين إلى تقوى الله عز وجل في السر والعلن، والإقبال على مصالح دينهم ودنياهم، وأن يجمعوا كلمتهم، ويبتعدوا عن زرع الشقاق والفرقة فيما بينهم، ويركزوا جهودهم المقبلة على بناء اليمن وتعميره، ويشكروا الله العلي القدير على نعمه، ويؤمنوا بأن ما حدث ما هو إلا ابتلاء من الله سبحانه وتعالى. وقال فضيلته إن «القرار الذي اتخذه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بإطلاق عملية «عاصفة الحزم» لم يأتِ من أجل سفك الدماء في اليمن، بل كان من أجل دفع الظلم عن الأبرياء الذين عاشوا أيام عصيبة تحت وطأة اعتداءات ميليشيات الحوثي وأعوانهم، وعانوا من تدمير البلاد، وقتل الأنفس بغير حق». وأشار إلى أهمية إدراك أن عملية «عاصفة الحزم» أتت كذلك لإعادة شرعية اليمن التي اختارها أبناء اليمن بمحض إرادتهم، وسلبها المتمردون الحوثيون، كما جاءت لحماية بلاد الحرمين الشريفين من الكيد والنوايا البغيضة. وقال «المرحلة المقبلة مرحلة تدعو إلى التفاؤل والأمل بعودة اليمن إلى ما كان عليه من أمن واستقرار ولحمة».