السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد: أشير إلى ما نشر في جريدة الجزيرة يوم الاثنين 25 من شهر جمادى الأولى من هذا العام (1436ه) بعنوان 1400 نزيل في اصلاحية الحائر استفادوا من مشروع (بناء النزيل) حيث ورد فيما نشر أن المديرية العامة للسجون بشراكة مع المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد في البديعة وأوقاف الشيخ محمد بن عبد العزيز الراجحي رعوا الحفل الختامي لمشروع بناء النزيل الذي بدأ العام الماضي بإصلاحية الحائر واستهدف (1400) نزيل لتأهيلهم في عدد من الجوانب النفسية والدينية والثقافية والاجتماعية وخضع النزلاء للعديد من الدورات في تطوير الذات من خلال مدربين معتمدين كما تم تقديم برنامجين في مجال الحاسب الآلي واللغة الإنجليزية وتم منح الشهادات المعتمدة وتم إقامة أكثر من (150) فعالية ومحاضرة.. الخ. وقدم أكثر من (500) استشارة اجتماعية ونفسية للنزلاء داخل الخيمة داخل الإصلاحية وقد حضر الحفل معالي الشيخ عبد الله المطلق عضو هيئة كبار العلماء والمستشار في الديوان الملكي وممثلون لعديد من الجهات الحكومية والخيرية والسجون، وأوصى الشيخ المطلق بإقامة مثل هذه التجربة وتعميمها على السجون نظراً لما لها من أثر الإصلاح والتأهيل. أقول ان هذا المشروع مشروع جبار لأنه يهدف إلى إصلاح وتقويم نزلاء السجون وتأهيلهم نفسياً واجتماعياً ومهنياً بما ينعكس عليهم وعلى أسرهم بالاستقامة والصلاح بعد عودتهم إلى حضن أسرهم ومجتمعهم لا سيما أن مدة هذا المشروع (عام كامل) وقد أشرف على هذا المشروع مختصون في العلوم الاجتماعية والنفسية والدينية بحيث يكون هذا المشروع متكامل الأركان في بناء (النزيل) لأن النزيل مهما ارتكب من خطأ أو حصل من سلوك مضاد للمجتمع فهو يظل ابن المجتمع (السعودي) الذي تحاول حكومتنا الرشيدة بقيادة قائد مسيرتنا وتنمية المجتمع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وبمتابعة من رجل الأمن الأول ولي ولي العهد ووزير الداخلية (صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف) بذل الجهود في هذا الإصلاح فهو الحريص على رعاية أخوانه وأبنائه نزلاء السجون والدليل على ذلك ما يطبق في هذه الإصلاحيات من برامج وفعاليات تشمل البرامج المهنية والتعليمية وبرامج تحفيظ القرآن الكريم، بحيث أصبحت الاصلاحيات تشبه خلية النحل في برامجها ومثال على ذلك هذا المشروع الجبار والهدف من هذه البرامج كما قلنا علاج وتقويم وإصلاح هؤلاء النزلاء لأن عقوبة السجن هدفها الأول والأخير الإصلاح والتقويم وليس العقوبة بحد ذاتها، ولكن هنا أهمس وأذكر القائمين على هذه البرامج أن لا ينسوا ويهملوا برامج (الرعاية اللاحقة) للنزلاء (والتي تبدأ منذ دخول النزيل الإصلاحية بالتعرف على ظروفه وأحواله الأسرية والاجتماعية والاقتصادية ومحاولة معرفة أسباب الانحراف والسلوك المضاد للمجتمع من أجل علاجه وتوطيد العلاقة مع أولياء الأمور والأسرة حتى يتم متابعته متابعة داخل الأسرة والمجتمع عن طريق الرعاية اللاحقة والتدخل في الوقت المناسب أثناء حصول مشاكل للنزيل حتى يتم الاطمئنان ان شاء الله لعدم انتكاس أحوال هؤلاء النزلاء والعودة إلى ممارسة السلوك المضاد للمجتمع وأن نحافظ على ما تلقاه النزلاء من برامج داخل الإصلاحية والا تذهب سدى وفي الامكان تطبيق (الرعاية اللاحقة) عن طريق الاخصائيين الاجتماعيين والباحثين والاجتماعيين رجالاً ونساء وأنا هنا أكتب من خبرة ميدانية امتدت لأكثر من (30) سنة خلال تعاملي مع مراكز الإصلاح سواء في السجون أو في إصلاحيات الأحداث (دور الملاحظة الاجتماعية) ودور التوجيه الاجتماعي وفي نهاية هذا المقال أشكر القائمين على هذه الإصلاحية وما يقومون به من جهد ورعاة وبرامج من أجل إصلاح وتأهيل أبناء المجتمع بتوجيه ومتابعة كما قلنا من رجل الأمن الأول سمو ولي ولي العهد وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. مندل عبد الله القباع - خبير اجتماعي