الصيف على الأبواب. كان عاماً مرهقاً، وتشعرون جميعاً في الأسرة بالرغبة في الخروج من دائرة رتابة أجواء العمل وملل الحياة اليومية وحصار الشمس التي بدأت تتعامد على الرؤوس مبكراً، لكن الميزانية محدودة جداً، وقد لا تسمح، لكنها -أيضاً- قد تسمح إذا التزمت نصائح خبراء السفر والسياحة من أجل قضاء إجازة خارجية رائعة مع نفقات أقل. من الأفضل بدءاً أن تقرأ عن ثقافة البلد الذي ستزوره، فهذا الأمر ليس ضروريا فقط لضمان الاستمتاع وحسن التعامل مع السكان المحليين، بل لأنه سيسمح لك بالتعرف على الواقع الفعلي لوجهتك، وطرق توفير المال بسهولة، فقد يُسهِّل ذلك إمكانية المساومة والحصول على العديد من الأشياء والهدايا التذكارية بأسعار معقولة. عليك الاحتفاظ بمجموعة لا بأس بها من ألعاب أطفالك في حال كنت مسافرا بصحبتهم، فأنت لا تضمن ثمن الألعاب في وجهتك المقبلة، فقد يسبب شراؤك لبعض أدوات اللهو ضياع فرصتك في زيارة معلم ما.. فلا تتردد عن ذلك حتى تضمن انشغال اطفالك واستمتاعهم الكافي بوقته. احرص على أن تحصل على اللقاحات والأمصال اللازمة عند السفر إلى وجهة بعينها، فهذا الأمر قد يقيك من العديد من الأمراض المتوطنة والتي قد تعكر صفو رحلتك وتجبرك على زيارة عيادة الطبيب في بلاد السفر والذي قد تتعدى تكلفته حدود إمكانياتك المالية. بعض البلدان التي ينبغي فيها تجنب تناول مياه الصنبور، بما في ذلك مكعبات الثلج والمشروبات المختلطة بالمياه، وهناك بلدان أيضا يجب فيها عدم تناول الفواكه أو الخضار إلا بعد تقشيرها، كما توصي بعض البلدان مسافريها بتجنب الأغذية في الشوارع.. وهذه الأمور أساسية لك باعتبارك من محدودي الميزانية وممن لن يتحملوا أعباء أو مصاريف المرض. عندما تخطط للإقامة بفندق ما، لا تحاول أن تحجز بفندق رخيص نسبيا ولكنه متطرف بعيدا عن المعالم التي أتيت أنت لتراها وقطعت كل تلك المسافة من بلدك لتشاهدها، الأفضل لك هو أن تحجز غرفة بفندق قريب من المعالم السياحية المشهورة وأن يكون سعره في متناول يديك. احرص على شراء تذاكر شركة الطيران الخاصة بك قبل نحو شهرين من السفر، على الأرجح سوف تحصل على أفضل سعر عن طريق الحجز المبكر. ولأن الرسوم الإضافية في الفنادق أمر يؤرق الكثيرين، فأنت مطالب أن تسأل عن هذه الرسوم التي يتم تضمينها قبل الحجز، وتحدد ما إذا كانت الخدمات التي سيتم تقديمها ستتناسب معك أم لا، وفي حال وجدت الأمر مبالغا فيه، عليك بالبحث عن فندق آخر. اعتمد على النقل العام، فهو صديق محدودي الميزانية في بلاد السفر، فعادة ما تكون أسعار القطارات والسكك الحديدية وكذلك المترو مخفضة بالمقارنة مع تكلفة تأجير السيارات. المتاحف والمتنزهات الوطنية فرصة جيدة للاستمتاع فلا تفوتها، خاصة أن هناك العديد من البلدان والوجهات تتيح لزائريها الدخول إلى المتاحف مجانا في أيام بعينها.. فابحث عنها وقم بالزيارة. أمتعتك الخفيفة لا تسهل عليك حملها فحسب، بل تتيح لك توفير الرسوم الإضافية على الأمتعة الزائدة.. فكن حكيما ولا تحمل الكثير في الوقت الذي تحتاج فيه أنت إلى القليل من المال. ويعد الغذاء جزءا لا يتجزأ من الثقافات المميزة لأي بلد يمكن أن تزوره، فلا يمكن مثلا لمسافر يريد التعرف على الواقع المحلي لأي مدينة دون أن يتذوق مطبخها المحلي ويقصر تناول الطعام على الوجبات المعدة في مطبخ الفندق. فكيف تزور إيطاليا ولا تتناول المعكرونة، وتزور اليابان دون أن تتذوق السوشي، واللحم في الأرجنتين. وعلى الرغم من ذلك فإن العديد من المسافرين يعتبرون أن تناول الطعام في الخارج طوال الوقت أمر مكلف، ومرهق للميزانية وهذا أمر طبيعي، إلا أن هناك طرقا يمكن من خلالها تحقيق التوازن ما بين تناول الطعام في الخارج وتوفير المال. فالباعة في الشوارع العامة الذين يبيعون النقانق والسندويشات الساخنة، وما شابه ذلك خيار رائع للحصول على وجبة رخيصة وسريعة. بل وينتشرون في كافة بلدان العالم السياحية، فلن تجد أي مشكلة في أن تجدهم، فهذه الوجبات السريعة وغير المكلفة على الرغم من أنها لا تحصل عادة على جوائز، إلا أنها تساعدك في الحفاظ على أموالك. وفي معظم الأماكن في جميع أنحاء العالم (و خاصة في آسيا)، تصطف في الشوارع الكثير من أكشاك الطعام، حيث يتم طهي الطعام في الشارع أمام المارة مع تخصيص أماكن للزبائن، للاستمتاع بتناول وجبة لذيذة. ويعد غذاء الشارع واحدا من أفضل الأطعمة في العالم. وتختلف وجبات الطعام في اكشاك الشوارع عن الباعة المتجولين، خاصة مع وجود استقرار لمكانها، وعادة ما تكلف أقل من دولار واحد في معظم الوقت، وهي طريقة رائعة لتجربة المطبخ المحلي حقا. ويعد شراء زجاجة مياه يوميا أمرا طبيعيا إلا أن ما يفوق ذلك سيعتبر عبئا على ميزانيتك، ومن المعروف أنك ستحتاج إلى الكثير من الماء إذا كنت تقوم بجولة سياحية، بالإضافة إلى ذلك، فإنه وفي بعض أجزاء من العالم، ترتفع تكاليف المياه المعبأة في زجاجات بشكل كبير، فاعمل على حمل زجاجة من المياه القابلة لإعادة التعبئة معك بدلا من مجرد استخدام مياه الحنفية. ويبقى الطبخ واحدا من أفضل الطرق للحفاظ على تكاليف السفر، ومحلات السوبر ماركت هي أيضا أماكن جيدة للتعرف على ما يأكله السكان المحليون. المكان الوحيد الذي يعد الطبخ فيه ليس خيارا اقتصادا هو آسيا، حيث عادة ما تكون الأغذية في الشوارع أرخص من إعداد الطعام.