** تمكن الفريق البافاري يوم الأربعاء الماضي من إذهال الخبراء والنقاد والصحافة العالمية عندما حول تأخره في مباراة الذهاب من (3-1) أمام نادي بورتو البرتغالي لفوز عريض قوامه (6-1) في مواجهة الإياب على أرضية ميدانه ضمن منافسات الدور ربع النهائي في دوري أبطال أوروبا. ** ذلك الانتصار الكبير الذي يسجل للمدرب الإسباني بيب جوارديولا ولاعبيه.. سيخلده التاريخ حتى وإن لم يتمكن العملاق الألماني من مواصلة مشواره نحو التتويج بالكأس «ذات الأذنين». وعدم مواصلة الفريق البافاري مشواره نحو الفوز بنهائي البطولة المقرر إقامته في مدينة برلين في ألمانيا هو أمر يصعب تصوره بعدما بات مرشحاً فوق العادة نظير المستويات الفنية الذهبية التي قدمها توماس مولر ورفاقه في مباراة الإياب أمام ضيفهم بورتو. ** من شاهد المستويات التي قدمها نادي بورتو البرتغالي في دوري الأبطال.. من ثبات في المستوى، وبتنظيم دفاعي على مستوى عال.. وانضباط تكتيكي في خط الوسط مقروناً بأداء راقي في خط المقدمة.. فإنه سيرشح بورتو للوصول لنهائي كأس البطولة ( ولا أخفي أنني أحد هؤلاء الذين رشحوا بورتو لتخطي بايرن ميونخ) وثبت ذلك في مباراة الذهاب بعد أن تمكن «التنانين» من الإطاحة «بالعملاق» الألماني في ملعب الدارجاو وبنتيجة (3-1) حيث أيقنت وقتها أن بورتو سيمضي قدماً نحو نهائي البطولة دون عناء. ولكنني نسيت أن المدرب هو جوارديولا.. وأن الإياب سيقام في ملعب الأليانزا أرينا الذي لطالما كان فخاً تسقط فيه أقوى وأعتى الفرق العالمية. ** أجواء الملعب الخرافية.. وهدير الجماهير البفارية كان له الأثر الأكبر في ضياع لاعبي بورتو خلال مجريات شوط المباراة الأول.. وهو ما سهل مهمة مولر ولياندوفيسكي وبقية الرفاق لأن يدكو حصون «التنانين» بخماسية نظيفة أذهلت كل المتابعين، ولم يتوقع أكثر المتفائلين أن ينهي بايرن ميونخ شوط المباراة الأول متقدماً بهذه النتيجة التاريخية الكبيرة. ** أضف إلى ذلك الجماعية الرهيبة التي أظهرها بايرن ميونخ عندما تكاتف لاعبوه وتغلبوا مع مدربهم على ظروف الغيابات والإصابات، وقد يكون الهدف الثاني مثالاً على ذلك عندما تناقل فيليب لام ورفاقه الكرة لستة وعشرين تمريرة صحيحة حتى سكنت الكرة الشباك كواحداً من أفضل أهداف البطولة في تاريخها ككل من حيث الجماعية. ** ومن العوامل التي أدت إلى تحقق الفوز الكبير.. هو الثقة الكبيرة التي تسلح بها المدرب جوارديولا ولاعبيه. فالمدرب الإسباني أصر على أنه متأكد من التأهل قبل انطلاق الإياب بنسبة تصل إلى 100 بالمئة، وهو ما يعكس لنا قوة الشخصية الرهيبة التي يتمتع بها جوارديولا.. فهو يعرف تماماً ماذا يفعل.. وماذا يقول. ** كلمات القائد فيليب لام قبل المباراة عندما أكد أنهم إذا نجحوا في إحراز هدف في أول ربع ساعة من المباراة فإن النتيجة ستكون في متناولهم.. وسيتأهلون لدور الأربعة.. وهو ما تحقق بالفعل من قبل القائد وزملائه.. حيث أمطروا مرمى بورتو بخمسة أهداف بعد أن جاء الهدف الأول في الدقيقة 14 من عمر اللقاء. ** عدم دخول لاعبي بورتو لاجواء المباراة في شوطها الأول وخوفهم من تلك الأجواء المرعبة في ملعب أليانزا أرينا.. أدى لفقدانهم التركيز الذي حذر منه المدرب لوبيتيغي، والذي قال أن فريقه قدم موسماً ذهبياً بإستثناء ذلك الشوط الأسود الذي ضاع فيه كل شيئ، وأكد المدرب لوبيتيغي أن لاعبيه تقاسموا الشوط الثاني مع بايرن ميونخ وخرجوا منه متعادلين (1-1)، ولكن شباكهم قبلت خمسة أهداف في الشوط الأول الذي ظهر فيه لاعبي بورتو كالأصنام.