قمة مثيرة ضمن منافسات الدوري الانجليزي الممتاز ينتظرها عشاق الكرة العالمية حينما يصطدم عملاقا مدينة مانشستر في ضاحية اولد ترافورد مساء يوم غد الأحد حيث إن الصراع على الفوز بالمراكز الأربعة الأولى لم ينته بعد، وقد يستمر حتى الرمق الأخير من البطولة. يستعد مانشستر يونايتد بقيادة مدربه المحنك لويس فان جال (وبكل ثقة) لاستعادة هيمنته على لقاءات الديربي بعد أن ضاعت في آخر أربع مواجهات، ويبدو أن كلمات المدرب الهولندي سيكون لها مفعول السحر على لاعبيه.. تلك الكلمات التي لم يلتفت خلالها لخصمه بل إنه تحدث عن فريقه ولاعبيه وأسهم في ثقته بتخطي خصمه اللدود دون تردد. تلك الثقة الكبيرة التي أبداها المدرب الخبير لوسائل الإعلام لم تأت من فراغ، بل أتت بعد عمل وجهد كبير تمكن من خلاله لويس فان جال من تغيير أحوال اليونايتد ليكون فريقاً مرعباً لأي خصم يواجهه، ومن ضمن الكلمات التي قالها فان جال: «كنا فريقاً آخر في نوفمبر الماضي، أعتقد أن الأمور تغيرت كثيراً الآن». في إشارة واضحة إلى أن مباراة الذهاب التي خسرها المان يونايتد بهدف دون رد (جاء من قدم المهاجم الفذ سيرجيو آجويرو).. لن تتكرر نتيجتها في مباراة الغد.. فالفريق بات على قدر من القوة تسمح له بأن يفرد عضلاته بشكل يرعب الآخرين، ويتضح ذلك جلياً في حديث المدرب الهولندي الخبير حينما قال: «حامل لقب البريمييرليج يخشى مواجهة اليونايتد هذه المرة». الحديث بهذه الثقة المطلقة عبر وسائل الإعلام من قبل المدرب سيتحول دون أدنى شك ليتغلغل في صدور لاعبيه، وسينعكس بالتالي على أدائهم داخل المستطيل الأخضر، وهو ما يدفعنا لأن ننتظر من لاعبي مانشستر يونايتد لأن يقدموا كل ما لديهم من إمكانيات لإثبات أن ثقة مدربهم التي اكتسبوها بعد أن ألهمهم بها لم تأت من فراغ. بعيداً عن ثقة المدرب الهولندي الخبير وقدرته على إلهام لاعبيه.. فإن مانشستر سيتي بشهادة فان جال نفسه يتفوق من الناحية العناصرية (اللاعبين) على مانشستر يونايتد، ويتضح لنا ذلك في الكلمة التي قالها فان جال: «جيراننا أفضل منا، ولكن في الحقيقة أنا لا أعرف ما إذا كان لاعبو السيتي على المستوى الفردي على ما يرام أم لا». في إشارة واضحة إلى أنهم لو كانوا على ما يرام فردياً فإنهم سينجحون في الديربي. إذا ما قارنا أفراد الفريقين قبل انطلاق مواجهة الديربي فإننا سنجد أن التفوق سيكون «للسيتي» بالفعل.. ولنبدأ على مستوى خط الحراسة فأعتقد أن الغلبة ستكون لحارس منتخب إنجلترا جو هارت على حساب نظيره دي خيا في اليونايتد، فالحارس الانجليزي الدولي يتفوق من حيث الخبرة وعدد المباريات، وإن كان كلاهما قد تألق وقدم مستويات لافتة خلال منافسات الموسم الحالي. في خط الدفاع فإن السيتي بقيادة كومباني الخبير ومانجالا يتفوق على جونز وماكناير ورفاقهم في ظل غياب سمولينغ وإيفانز للإصابة. أما في خط الوسط فإن قوة يايا توريه وسمير نصري وديفيد سيلفا تتخطى كثيراً فيلايني، وبليند، وكذلك ماتا. وفيما يخص خط الهجوم فإن أجويرو وبوني ودزيكو أخطر بكثير من روني دي ماريا وفالكاو. يتفوق مانشستر سيتي عناصرياً دون أدنى شك، ولكن المدرب مانويل بيليغريني قد يكون افتقد للثقة التي ينشدها اللاعبون في مدربهم. في المقابل نجد أن فان جال نجح بجدارة في إلهام لاعبيه وكسب ثقتهم بصورة طورت من أدائهم مما يجعلهم مرشحين بقوة لكسب نتيجة الديربي. نظراً للمعطيات التي أمامنا.. أعتقد أن مانشستر يونايتد سيكسب مباراة الديربي بفارق هدف على أقل تقدير.