في تغريدة له قبل أيام عدة قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ما نصه: «هدفي الأول أن تكون بلادنا نموذجاً ناجحاً ورائداً في العالم على الأصعدة كافة، وسأعمل معكم على تحقيق ذلك». في تقديري، إن خادم الحرمين الشريفين أراد بهذه التغريدة أن يبدأ عهداً جديداً.. وأن يبدأ بسقف عالٍ من الطموحات.. الطموحات التي تتساوى مع همة سلمان بن عبدالعزيز كما عرفناه، وتتساوى مع ثقته بقدرة أبناء شعبه. يلفت الانتباه في تغريدة خادم الحرمين الشريفين قوله إنه هدفه الأول. وهذا يعني تسخير كل الإمكانيات، ووضع البرامج والخطط لمصلحة بلادنا أولاً، دون أن ننتقص من الدعم والمشاركة في برامج دعم الدول الشقيقة والصديقة؛ فهذا نهج سارت عليه المملكة منذ تأسيسها. إن رؤية الملك سلمان أن المملكة العربية السعودية المتطورة والقوية والقادرة ستكون دعماً أقوى لأشقائها ولأصدقائها في المجالات كافة. ما يسعدنا كثيراً هو تطلع خادم الحرمين الشريفين إلى أن تكون بلادنا نموذجاً ناجحاً ورائداً على المستوى العالمي. أكرر على المستوى العالمي. وهذا أمر لافت؛ فالطموح هو التفوق على من سبقنا من دول العالم على الأصعدة كافة، وأن تكون المملكة هي السباقة والرائدة بين دول العالم في مجالات الصحة والتعليم والرعاية الاجتماعية، وفي محاربة الفقر والبطالة، وفي تحقيق معدلات النمو العالية وبناء اقتصاد قوي وفعال.. ويستمر التطلع ليشمل بناء جيش قوي، يصنع سلاحه بنفسه، ويحمي حدوده.. وبناء قطاع أمني متكامل الخدمات، يحمي الداخل من فكر العابثين والمأجورين. التطلع الملكي - لا شك - يشمل بناء قطاع صناعي، يرفعنا إلى مستوى الدول الصناعية، ويساهم في تنويع مصادر الدخل. الحديث هنا يطول عن طموحات الملك الجديد الذي جاء بخبرات عقود طويلة من العمل الجاد والمثمر، وكان ركيزة أساسية في بناء ونمو واستقرار المملكة. والحديث يطول أيضاً عما يمكن تحقيقه بقيادة سلمان وسواعد أبناء الوطن. ما يلفت الانتباه ثالثاً هو توجُّه خادم الحرمين الشريفين «للعمل معنا لتحقيق ذلك»، وهو هنا يعني أفراد الشعب كافة، ويخص الرجال الذين اختارهم لينفذوا هذا الطموح على أرض الواقع. كما أنه يشمل القطاع الخاص في المملكة، الذي يتوجب أن يُعطَى فرصة المشاركة في نمو الوطن بعيداً عن معوقات البيروقراطية وإشكالاتها، وبالشراكة مع القطاع الحكومي لإطلاق مبادرات جديدة في المجالات الفعالة وفي الاقتصادات الجديدة، التي تشمل التقنيات الحديثة والاقتصاد المعرفي، وتضعنا في المقدمة على مستوى العالم كما يريدنا سلمان بن عبدالعزيز. شكراً يا خادم الحرمين.. طموحكم يسعدنا.. وثقتنا بكم لا حدود لها.. هل نستطيع؟ نعم، نستطيع بقيادتكم بناء المملكة العربية السعودية الجديدة الرائدة والناجحة على مستوى العالم.