اليوم (بعد المغرب) يلعب الهلال مع الشباب في مباراة مخنوقة في توقيتها؛ فالفترة الذهبية الليلة متروكة للمتصدر ووصيفه، وهي من الصور النادرة التي يغيب فيها الفريق الهلالي عن المشهد الرئيس للأحداث الكروية المحلية! نعم، (هذه آخرتها)، الهلال الزعيم يلعب بعد المغرب، والتوقيت الكروي المثالي بعد صلاة العشاء تم تخصيصه لفريقين اكتفيا مواسم عديدة بالفرجة على الزعيم، لكنه مشهد واقعي مستحق؛ فالهلال بتراجع مستواه ونتائجه استحق هذه المرة دور المتفرج على الصدارة مثلما أن النصر والأهلي استحقا التنافس عليها! توقيت (6:45) ليس هو ما أغضب الهلاليين، بل إن ما أغضبهم هو أن تراجع فريقهم جاء على طريقة (بيدي لا بيد عمرو)؛ فهو حصيلة عمل إداري، فيه الكثير من الهدر المالي والتخبط والعشوائية على صعيد المدربين والأجانب، وأيضاً وجود عناصر في طاقم الفريق، لا تعي دورها، ولا تدرك قيمة فريقها، اكتفت مادياً، وليس لديها طموح لاستثمار موهبتها وإمكاناتها الفنية لتطوير ذاتها وخدمة فريقها! الهلال لا يحتاج اليوم إلى مناورات حول من سيجلس على كرسي الرئاسة فيه، بل يحتاج إلى عمل مخلص وجاد ومبكر جداً، يتم من خلاله التخطيط لإعداد الفريق للموسم القادم على مستوى الإدارة والتدريب واللاعبين الأجانب؛ حتى لا يتكرر سيناريو الفراغ الإداري والمدربين والأجانب والمحليين الذين تعاقبوا على الزعيم، والنتيجة «لم ينجح أحد». كما يحتاج الهلال إلى جهود صادقة، تمسح نغمة هلال عبد الرحمن وهلال سامي وهلال ريجي.. فهذه التقسيمات غريبة على الهلال، ولن تقوم للفريق قائمة إن ظلت تتردد بين الهلاليين! بالمناسبة، إقامة مباراة الهلال والشباب في مثل هذا التوقيت (6:45) يعيدنا للحديث عن كثير من المباريات التي يحرم جمهورنا الرياضي من متابعتها، إما لسوء توقيتها، أو لتزامنها مع مباريات أخرى، فيما تمر علينا ليال في إجازة نهاية الأسبوع بدون مباريات، مع التحية للجنة المسابقات! (7 نصراويين في المنتخب لا يكفي)! ضمت تشكيلة المنتخب التي أُعلنت يوم الخميس الماضي سبعة لاعبين من فريق النصر، في مقابل أربعة فقط من فريق الهلال، وهذا ما كان يطالب به النصراويون دائماً (أكثرية نصراوية وأقلية هلالية)! وهذا المطلب النصراوي ظل يتكرر مع كل إعلان لتشكيلة للمنتخب، حتى تلك التشكيلات التي كانت تضم سبعة إلى تسعة لاعبين هلاليين في مقابل نصراوي واحد أو اثنين احتياط طيلة السنوات الخمس عشرة الماضية! وتناقص عدد الهلاليين في تشكيلة المنتخب الأخيرة التي اختارها فيصل البدين أمر متوقع؛ فمواهب الهلال ونجومه يعيشون موسماً للنسيان! والعجيب أن تشكيلة المنتخب التي ضمت سبعة لاعبين نصراويين لم تسلم من انتقادات كثير من النصراويين؛ فهم يطالبون أيضاً بالراهب وحسين والجبرين وإبعاد الزوري! والحقيقة أن هذا ليس هو موضوعي، لكن تشكيلة المنتخب كانت مدخلاً مناسباً، فالصوت النصراوي العالي إدارياً وإعلامياً وجماهيرياً فرض حضوراً قوياً وفاعلاً للنصر في اتحاد كرة القدم ولجانه وفي وسائل الإعلام الرياضي.. ليس هذا فقط، بل نجح الصوت النصراوي العالي في تطفيش عدد من الكفاءات الإدارية الهلالية وانسحابها من مواقعها في الرياضية السعودية! فالإداري المحسوب على نادي الهلال يستسلم بسرعة، ويقدم استقالته من منصبه عندما يواجه حرباً صفراء رغم أنه يستند إلى إنجازات وسيرة ذاتية رائعة وتعاملات شخصية مثالية، تكفيه لأن يضع في أذن طيناً وفي الأخرى عجيناً، ولا يكترث بالحملات الصفراء المعروفة أهدافها، لكن عبد الرحمن الزيد وفهد المصيبيح وبدر السعيد وحافظ المدلج وغيرهم اختاروا (باب يجيك معه الريح سده واستريح)، وآثروا الابتعاد وراحة البال، وكان من الممكن أن يعتبر هذا الانسحاب خياراً غير منطقي وانهزامية غير مقبولة فيما لو كان الوسط الرياضي يخضع للضبط والانضباط، لكنهم معذورون ما دام باب الرياضة مفتوحاً على مصراعيه للآراء المتعصبة المنفلتة التي كانت وراء ابتعاد الكثير من النماذج الجميلة عن رياضتنا. ولعل في التكريم الأخير الذي ناله بدر السعيد من منظمات دولية عدة خير دليل على ذلك! الصوت العالي النصراوي الذي يرفض وجود هلاليين في اللجان تحت شعار (لا للميول) هو نفسه الذي يتستر على الانتشار النصراوي الكبير في اتحاد كرة القدم ولجانه! المشكلة ليست فقط في الصوت النصراوي العالي، بل في التجاوب معه، ومراعاته، وتأثيراته التي تمتد إلى أن تضعك أمام واقع (لا شيء يذكر)! (تغريدة)! (بعد انكشاف غشاوة التضليل وتغييب الحقائق التي شكلت خطراً شديداً بتهديد عضوية اتحاد الكرة في الفيفا أصبحنا نسير بالاتجاه الصحيح لعمل النقلة)! خالد المعمر (وسع صدرك)! ** الكاتب الاجتماعي الأستاذ خالد السليمان في كل لقاء رياضي يخسر الكثير من متابعيه؛ فهو في حديثه الرياضي يفتقد مصداقيته التي جعلته كاتباً اجتماعياً متميزاً، وهو يقع في مطب التعصب للنصر مع أنه أكثر كاتب اجتماعي ينتقد تعصب الإعلام الرياضي! ** حكم سابق ومحاضر ومقيم حكام بلجنة الحكام، وهو لم يحكم ولا مباراة دولية، ومع ذلك ينتقد ويقدم نفسه على أنه الفاهم الوحيد في الرياضة السعودية!