كل العوامل تشير إلى أن برشلونة يمتلك أفضلية الفوز بنتيجة الكلاسيكو يوم غد خاصة إذا ما علمنا بأن مباراة القمة المرتقبة ستقام على أرضية ميدان الفريق الكاتالوني «كامب نو» وسط دعم أنصاره الذين من المتوقع أن يتجاوز حضورهم التسعين ألف مشجع، وهما عاملان جوهريان في دعم حظوظ أي طرف على حساب الطرف الآخر في عالم كرة القدم. تألق ليونيل ميسي يوم الأربعاء الماضي أمام مانشستر سيتي وتقديمه لمستويات فنية مذهلة تخللها العديد من اللمحات الفنية التي أمتعت الحضور وكل من شاهد تلك المباراة.. ذلك التألق المذهل الذي دفع المدرب الإسباني بيب جوارديولا (مدرب بارين ميونخ الحاضر في مدرجات الكامب نو) لأن يقف واضعاً كلتا يديه على رأسه بعد قيام ميسي بتمرير الكرة «كوبري» بين أقدام أكثر من لاعب.. ذلك التألق الذي دفع وسائل الإعلام لأن تشيد بالبرغوث الأرجنتيني وأنه ماضٍ في طريقه لتحقيق بطولتين على أقل تقدير من بين ثلاث بطولات ينافس البارشا على الفوز بألقابها.. ذلك التألق الذي يعد عاملاً جوهرياً من شأنه دعم حظوظ الفريق الكتالوني في كسب نتيجة الكلاسيكو يوم غد الأحد. التفاهم والتناغم الذي يعيشه أفراد برشلونة (وبالأخص ذلك الانسجام الذي أظهره ميسي ونيمار) هو أيضاً أحد أهم وأبرز العوامل التي من شأنها دعم حظوظ برشلونة لكسب النقاط الثلاث. وهو ما يندر تواجده حالياً بين لاعبي ريال مدريد، حيث إن الفريق يعتمد على الانضباط التكتيكي والقيام بالأدوار الموكلة لهم من قبل المدرب دون إظهار التناغم والانسجام الذي يعد أحد أهم وأبرز الأسلحة التي تعتمد عليها الفرق الكبيرة في مثل هذه المواجهات العملاقة. الثقة التي استعادها المدرب الإسباني لويس انريكي من كل لاعبيه بعد أن شابها العديد من الغموض والمشاكل في فترة ماضية خلال منافسات الموسم الحالي.. تلك الثقة التي تدفع المدرب انريكي لأن يدافع عن لاعبيه وإلى أن يشيد بهم في كل المناسبات التي يظهر بها.. تلك الثقة التي انعكست خلال التدريبات وأدت إلى تحسن وتطور المستوى وظهرت خلال المباريات بصورة جعلت الجميع يهاب برشلونة.. هي بلا شك أحد أهم وأبرز العوامل التي من شأنها صنع الفارق في مباراة الكلاسيكو يوم الغد. التراجع الفني الرهيب الذي شهده أداء ريال مدريد وأدى إلى فقدانه لصدارة بطولة الدوري، وإلى خسارته لمباراة الإياب في دوري الأبطال أمام شالكة الألماني.. ذلك التراجع الفني الذي زعزع الثقة بين اللاعبين والمدرب بصورة انعكست للجميع من خلال الأداء الذي قدمه «الميرنجي» مؤخراً.. هو أيضاً أحد أهم العوامل التي من شأنها منح الأفضلية لبرشلونة لأن يكسب نتيجة الكلاسيكو. كل تلك العوامل التي تصب في مصلحة النادي الكاتالوني على حساب ضيفه الملكي تدفعنا لأن نرشح برشلونة لكسب نتيجة المباراة، ولكن كرة القدم لا تعترف أبداً بثبات تلك العوامل المتغيرة، والتي قد ينقلب خلالها السحر على الساحر.. فهناك عوامل أخرى في عالم كرة القدم من شأنها تحقيق المستحيل. أبرز تلك العوامل هو الإعداد الذهني الذي يسبق المباريات الكبيرة.. والذي من شأنه شحذ همم اللاعبين وإثارة الحماس في نفوسهم وبالتالي إطلاق قوتهم الكامنة ليقدموا كل ما يمتلكونه من إمكانيات بعيداً عن كل المؤثرات المحيطة.. وهو ما يسعى المدرب الخبير كارلو أنشيلوتي إلى التمسك به، والمراهنة عليه خاصة بعد أن وقف في وجه كل الانتقادات بكل شجاعة معلناً عن تحمله كافة المسؤولية عن تراجع الفريق فنياً، ومن ثم إطلاقه للوعود بتصحيح الأوضاع وإعادة الفريق لمكانته الطبيعية. أعتقد أن برشلونة سيحقق الفوز في الكلاسيكو بفارق هدفين على أقل تقدير، وقد يكون للعامل البدني الدور الأكبر في ذلك الأمر.. خاصة إذا ما علمنا أن راموس وبيبي وخضيرة عادوا من بعد تعافيهم من إصاباتهم.. ولم يمتلكوا الوقت الكافي لاستعادة كامل لياقة المباريات، وهو ما سيمنح الأفضلية لميسي ونيمار وسواريز للتحرك في مناطق ريال مدريد بحرية أكبر.