فاصلة: ((الفهم: التفكير، وإدراك الأشياء على حقيقتها)) - حكمة عربية- كان مثيراً أن تذيع إحدى القنوات الفضائية أن النساء في السعودية يفضلن الحشيش المخدر، الأمر الذي استثار إدارة مكافحة المخدرات لدينا لتفجر تكذيباً لما أذاعته القناة الفضائية قائلة عبر إحدى الصحف المحلية ((التقرير والتغريدة التي نشرتها تلك القناة غير منطقي..... كل المؤشرات تدل أن السعوديات بعيدات كل البعد عن هذه الآفة لتمسكهن بالعقيدة الإسلامية, والعادات الاجتماعية الأصيلة)). مع أن جريدة الشرق في عددها الصادر يوم 21-12-2013 نشرت خبراً عن محاضرة في جامعة طيبة ألقتها اختصاصية التوعية والمدربة المعتمدة في إدارة الشؤون النسوية في إدارة مكافحة المخدرات في الرياض نوال منصور الزامل قالت فيها (إن 3% فقط من النساء في المملكة يتعاطين المخدرات، وهي نسبة منخفضة بالمقاييس العالمية). كإعلامية لن أناقش هنا أسباب هذا النسبة، وهل ارتفعت أم انخفضت، بل يهمني أن ألفت النظر إلى أهمية أن تعي المؤسسات الحكومية لدينا أهمية التعامل مع الأزمات حتى وإن كانت في بدايتها مثل نشر الأخبار المغلوطة أو الشائعات، إذ إن المعروف أن لدينا ثلاثة ردود أفعال لم تتغير وكأنها قواعد ثابتة. الأول تجاهل الإدارات الحكومية لما تنشره وسائل الإعلام وكأن شيئاً لم يحدث انتظاراً لموت الخبر. والثاني إنكار الخبر جملة وتفصيلاً. والثالث تقديم المبررات لتكذيب الخبر وكأنه صار خبراً صحيحاً. على سبيل المثال ماذا لو أن إدارة مكافحة المخدرات بدلاً من نشر خبر تكذيبي لما أوردته القناة تنفي فيه إدمان النساء على المخدرات وتصفهن بالفضيلة في قالب تقليدي، أوردت معلومات صحيحة بالفعل عن إدمان النساء السعوديات خاصة وأن شبكة الإنترنت بها معلومات نشرتها إدارة مكافحة المخدرات عبر منسوبيها عن تعاطي النساء للمخدرات وتورطهن أيضاً في الحيازة والتهريب. إذاً الاعتراف بوجود مشكلة ليس خطئاً خاصة إذا أوردنا حجمها بشكل يمكن أن يحدث النتيجة التي نرغب في إحداثها في الجمهور وهو عدم تصديق الأخبار التي نعتبرها غير صحيحة. ربما على الإعلام الحكومي أن يدرك أننا في عصر ثورة المعلوماتية وبالتالي فالمتلقي لديه أكثر من مصدر للحصول على المعلومات التي يريدها، والمصداقية والشفافية من أهم أدوات التعامل مع الأخبار المثيرة للرأي العام.