دخلت الأزمة في أوكرانيا عنق الزجاجة وسباقاً محموماً بين الحلول السياسية المنتظرة من قمة مينسك، والحسم العسكري الذي يسعى إليه الانفصاليون مستندين الى النجاحات التي حققوها في الآونة الأخيرة، وتوجوها الثلاثاء باعلانهم أنهم أكملوا الطوق حول مدينة ديبالتسيفو الاستراتيجة التي تفتح لهم الطريق للوصول الى مدينة ماريوبول ذات المتفذ البحري. وقالت هيئة أركان جيش «جمهورية دونيتسك الشعبية» صباح أمس الثلاثاء 10 فبراير/شباط: إن «قوات دفاع جمهورية دونيتسك حررت صباح 9 فبراير/شباط، بلدة لوغفينوفو المتاخمة بشكل مباشر للطريق من ديبالتسيفو الى أرتيموفسك». وأوضحت أن «كتائب جيش دونيتسك الشعبية أغلقت بالكامل بذلك الطريق الاستراتيجي الذي استخدم لتأمين القوات الأوكرانية المحاصرة في ديبالتسيفو بالقذائف والمعدات». إلى ذلك قتل سبعة جنود أوكرانيين على الأقل وخمسة مدنيين في معارك في الساعات ال24 الماضية في شرق أوكرانيا، كما أعلنت السلطات الأوكرانية والمتمردون أمس الثلاثاء. وقال الناطق باسم هيئة أركان القوات المسلحة الأوكرانية فلاديسلاف سيليزنيف خلال مؤتمر صحافي أن «سبعة جنود قتلوا وأصيب 23 في معارك واطلاق نار على مواقع» تابعة للجيش. وفي موازاة ذلك قتل ثلاثة مدنيين وأصيب سبعة في الساعات ال24 الماضية بقصف مدفعي على ديبالتسيفي، المدينة الخاضعة لسيطرة الجيش الأوكراني لكن مهددة بأن يطوقها المتمردون كما اعلنت الشرطة الأوكرانية في كييف. وفي دونيتسك، معقل المتمردين، قتل مدنيان بحسب حصيلة اوردتها رئاسة البلدية. واطلقت نيران مدفعية وصواريخ غراد من مواقع متمردين ليلاً وصباحاً كما قال مراسلو وكالة فرانس برس. وتأتي اعمال العنف في شرق البلاد فيما يتفاوض الروس والأوكرانيون والفرنسيون والالمان على خطة سلام لانهاء نزاع مستمر منذ عشرة اشهر واوقع اكثر من 5400 قتيل. ونجاح هذه المفاوضات يمكن أن يمهد الطريق امام انعقاد قمة الاربعاء في مينسك بين رؤساء فرنساوروسياوأوكرانيا والمستشارة الالمانية. وأعلنت الأممالمتحدة أن 263 مدنياً على الأقل قتلوا وأصيب نحو 700 آخرين بجروح في مواجهات عسكرية شهدها جنوب شرق أوكرانيا خلال فترة ما بين 31 يناير/ كانون الثاني وفبراير/ شباط الجاري. وأفاد مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تقرير أصدره الاثنين 9 فبراير/شباط بأن عدد ضحايا النزاع العسكري في منطقة دونباس الذي اندلع في أبريل/نيسان الماضي اقترب من 5 آلاف وخمسمائة قتيل بينهم 59 طفلاً، بالإضافة الى 13 ألف جريح بينهم 153 طفلاً. وفيما ذكر التقرير أن هذه الإحصاءات تشمل ضحايا الطائرة الماليزية التي تحطمت في مقاطعة دونيتسك في يوليو/تموز الماضي، دعا إلى إعلان هدنة إنسانية فورا في شرق أوكرانيا، لضمان إجلاء مدنيين محاصرين من منطقة المواجهات العسكرية وتمكين عاملي المنظمات الإغاثية من تقديم مساعدات للسكان المحليين. سياسيا، أفاد السفير الأوكراني في برلين أندريه ميلنيك بأن مفاوضات أوكرانياوروسياوألمانياوفرنسا (رباعية النورماندي) كانت صعبة لكنها حققت «نتائج ملموسة». وكتب «اختتمت في برلين مفاوضات صعبة استمرت 8 ساعات مع تحقيق بعض النتائج الملموسة للقاء زعماء دول «رباعية النورماندي» في مينسك» يوم الاربعاء، دون أن يوضح ماهية هذه النتائج. وعلّق المتحدث باسم الخارجية الألمانية مارتن شيفر على لقاء قادة البلدان الأربع (روسيا، أوكرانيا، فرنساألمانيا) الذي سيعقد في مينسك الاربعاء 11 فبراير/شباط قائلاً: إن مسألة اللقاء ما تزال مفتوحة وأن الهدف الرئيسي الآن هو «أن يتم عقد هذا اللقاء»، وإلى أن الجميع يعملون على نجاح ذلك. وأكد على أن الأولية هي للتوصل إلى مصالحة و»توفير المجال والوقت لحل سياسي طويل الأمد» للأزمة في شرق أوكرانيا.