لقد أنعم الله على هذه البلاد الطاهرة الكريمة بنعم عظيمة، وآلاء جسيمة برغد العيش الكريم ونعمة الأمن والأمان وقوة التلاحم والتعاضد بين القيادة الحكيمة وشعبها المخلص إنها بركات كثيرة جدا لا تعد ولا تحصى تستحق منّا دوماً الحمد والشكر قولاً وعملاً امتثالاً لأمر الله تعالى: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} (11) سورة الضحى، ومن هذه النِعم السلاسة والهدوء التي تمّت على أثرها مبايعة الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله ورعاه - ملكاً للبلاد التي أدهشت العالم أجمع إعجاباً وتقديراً وتبجيلاً فقد تميّزت شخصيته - يحفظه الله - بالحنكة والحزم وفنون الإدارة والسياسة والثقافة والتاريخ والوفاء ارتبطت شخصيته القيادية بتاريخ ومسيرة بناء ونهضة هذا الوطن الكبير «المملكة العربية السعودية «, واشتهر بلقاءاته المستمرة مع المواطنين وتلمّس مشاكلهم والتوجيه بحلولها فمن طرق بابه شاكياً إلا وتجاوب مع شكواه بكل حرص، ولم ينشده مظلوم إلا وتولى بنفسه إنصافه والاقتصاص من الظالم من خلال سياسة الباب المفتوح واللقاء الأسبوعي لجموع المواطنين حتى أنه - يحفظه الله - عند انشغاله عن مقابلة المواطنين يقدم الاعتذار عبر الصحف، فأعمال الخير والخدمات الإنسانية والثقافية تحظى باهتمام كبير من لدنه - يحفظه الله - ويرأس عددًا من الجمعيات والهيئات واللجان الرئيسة للعمل الخيري ويدعم العديد من المشروعات الثقافية وكل ذلك من أجل الوطن والمواطن، فكل أفراد المجتمع السعودي يعرف من يكون سلمان، فطوال الخمسين عاماً وإمارته لمنطقة الرياض وما وصلت إليه من تطور وازدهار وكبر مساحة ضاهت العواصم العالمية وحصولها على العديد من الجوائز جعلتها تفوق تلك العواصم في شتى المجالات، إنه ملك الوفاء والعطاء له من المواقف والمشاهد الكثيرة التي تتصف بالشهامة والمروءة التي تتدفق من خلالها الرحمة والمحبة والصدق وحسن الخُلق ولا ننسى تلك المواقف النبيلة: عندما كان بجانب أخيه أمير الإنسانية سلطان بن عبد العزيز - رحمه الله - ومرافقته ومؤانسته له أثناء مرضه وكذلك مع أخيه رجل الأمن الأول الأمير نايف بن عبد العزيز - رحمه الله - ومواقفه الجمّة مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - رحمه الله - في أوقات مرضه فكان له العضد والمعين. ومع صدور الأوامر الملكية التي عبّر عنها أبناء الوطن بالفرح والسرور والتفاؤل وأنها جاءت من ملك ذي حكمة ودراية يمتلك من أسباب القوة والسداد والحكمة والتعمّق بشؤون الوطن والمواطنين وأنهم واثقون من أن بلادهم تتقدم على المسار الصحيح، فالقرارات قد شملت جميع الجوانب التي تمسّ حياة المواطن وتسهم في دفع عجلة التنمية نحو مزيد من الازدهار والنماء، إن مما يحفظ الله به النعم واستقرارها دوام الإكثار من شكره على نعمه التي لا تعد ولا تحصى قال تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ} (7) سورة إبراهيم. نسأل الله بمنّه وكرمه أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وأن يوفقه إلى كل خير وان يكلل أعماله بالتوفيق والنجاح.