{يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي}. إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا عبدالله لمحزونون. نعم ترجل عبدالله، ترجل اكثر قادة العالم تأثيراً وأكثرهم حباً من شعبه ترجل عن مملكته وشعبه الذي أحبه ورغم اشتداد مرضه تمسك بدعائه لله عز وجل أن يمنّ عليه بالشفاء والعافية.. نعم ترجل عبدالله فقد كان رحمه الله قوياً أميناً حافظ على المال صان الوطن وحافظ على مكتسباته. وداع تاريخي وحزن اكتسى الدول العربية والإسلامية، حب زرعه خادم الحرمين عبدالله بن عبدالعزيز طوال حياته وحصده في ليلة وداعه. ستبقى ذكراك يا خادم الحرمين محفورة في القلوب ولن ينساك الشعب من دعائه فسيذكروك أباً حانياً قائداً حكيماً. لقد أوصى - رحمه الله - بالدعاء له وهو في حياته ليستمد العون والمدد، بعد عون الله، فقد طلب ذلك من شعبه الذي عاش له ومن أجله، وهو اليوم وقد ووري التراب في قبره البسيط، فهو في أشد ما يكون للدعاء له بالرحمة والمغفرة، وفي هذا القبر ينام رجل أحب شعبه فأحبه شعبه، إن من يفقد ملكا مثل عبد الله فهو يفقد شيئا لا تستطيع التعبير عنه. ما أروع ما أظهر شعبنا من لحمة وطنية رائعة، وبنياناً مرصوصاً يشد بعضه بعضاً، جسداً واحداً إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، فكون نسيجاً اجتماعياً متماسكاً، بعد أن حاول المغرضون زرع الفرقة والفتنة باختراقه والتأثير فيه ونشر المقاطع المتربصة والطامحة لما يريده مغرضوه، فكان شعباً وفياً لمليكه ووطنه وكان لهذه الفئة بالمرصاد. عزاؤنا في رحيلك وغيابك يا عبدالله حضور خادم الحرمين سلمان فنم قرير العين فقد رافقك مشوارك حتى رحيلك إلى قبرك فهو وفي لك ولشعبك فنحن نبايع خلفك خادماً للحرمين الشريفين فنعم الخلف لخير السلف. حفظ الله بلادنا وأدام عزنا ووحدتنا ووحّد كلمتنا وأعان وسدد خطى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز، وولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز.