القاهرة - مكتب الجزيرة - علي فراج - آمنة عيد - ياسين عبد العليم: بكل الحزن والأسى نعى وزراء ومسؤولون في الحكومة المصرية الملك عبد الله بن عبد العزيز، وثمنوا في تصريحات إلى «الجزيرة» جهوده في دعم القضايا العربية والإسلامية، ومواقفه الوطنية في دعم مصر وشعبها في المجالات كافة بعد ثورة 30 يونيو 2013. ووصف عدلي منصور، الرئيس المصري السابق، الملك عبد الله بأنه «كان رجلاً في وقت عزت فيه الرجال». وأضاف بأن الملك عبد الله وقف بجانب مصر في وقت محنتها عقب ثورة 30 يونيو، في وقت كان الجميع ضدها. وأضاف منصور بأن وقوف الفقيد بجانب مصر ساعد على تغيير مواقف العديد من الدول تجاهها، مؤكدًا أن الدعم الذي قدمته السعودية - وما زالت - لن ينساه الشعب المصري. وتابع: «الملك عبد الله بن عبد العزيز كان شخصًا مهذبًا، ويقدر الناس قدرهم، ومحبًّا جدًا لمصر وشعبها، وكان حريصًا على تنفيذ وصية والده، ودائمًا ما يقول إن مصر هي العمود الفقري للأمة العربية». وأشار منصور إلى أنه كان على اتصال دائم مع الملك عبد الله بن عبد العزيز خلال فترة رئاسته الجمهورية، من أجل التشاور في القضايا كافة. وأعرب منصور عن تمنياته بأن يسير خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز على درب أخيه الملك عبد العزيز، متمنياً له كل التوفيق في قيادة المملكة لمستقبل مشرق ومزدهر. فيما أبدى رئيس وزراء مصر السابق حازم الببلاوي أسفه وحزنه الشديدين على رحيل الملك عبد الله، وقال إننا افتقدناه في وقت كنا في أشد الحاجة فيه إلى وجوده؛ كونه ظل الشعلة التي تضيء لهذه الأمة طريقها، والحريص على استعادتها التضامن وتجاوز أزماتها. وقال إن المصريين يتذكرون جميعًا دور الملك عبد الله، ووقوفه وبلاده إلى جانب مصر في محنتها، واليوم تنعى مصر كلها مواقفه وتاريخه الناصع. وقدم الببلاوي التحية إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ولولي العهد الأمير مقرن بن عبد العزيز اللذين يتوليان مسؤولية كبرى في ظرف استثنائي. أما نائب رئيس الوزراء المصري الأسبق الدكتور يحيى الجمل فقال: «لقد رحل حكيم العرب وملك الإنسانية، وستظل سيرته العطرة بما قدم، سواء لشعبه أو لسائر الشعوب العربية والإسلامية، في سجله الناصع إلى يوم القيامة». مؤكدًا أنه كان رجلاً عظيمًا وقائدًا مميزًا، وله مواقف كثيرة، لمس العالم كله فيها حكمته وحرصه على المصالح العربية وتقدم وعزة الوطن العربي. وأضاف الجمل بأن المصريين لن ينسوا مواقف خادم الحرمين. وتابع قائلاً: إن العالم سيتذكر الملك عبد الله على مدى التاريخ. مضيفًا بأنه أفنى عمره ساعيًا لإيجاد مجتمع عربي إسلامي متماسك، يسوده الود والسلام. وأضاف الجمل بأن رحيل الملك عبد الله أصاب الجميع في مصر وخارجها بالحزن والضيق؛ وذلك لأنه له مواقف خالدة في ذاكرة المصريين. وأوضح أن الملك الراحل كان يعشق مصر وشعبها؛ ولذلك له مواقفه الخالدة والمؤكدة لذلك، سواء في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، أو حتى في فترة الاضطرابات التي حدثت في الشارع المصري، ثم دعمه لثورة الشعب المصري في 30 يونيو. فيما أعرب المستشار محفوظ صابر وزير العدل المصري عن بالغ حزنه لرحيل الملك عبد الله، وأرسل تعازيه للمملكة ملكًا وحكومة وشعبًا في فقدان هذا الرجل العظيم، قائلاً: «أتقدم بخالص العزاء لوفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله - المغفور له بإذن الله - الذي كان رجلاً في زمن عز فيه الرجال، وكان مجاهدًا في سبيل الله والأمة العربية والإسلامية، ومن ثم فإننا نعزي أنفسنا في فقده، وليس أمامنا سوى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنا لفراقك يا عبد الله لمحزونون)، وأتضرع لله العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن ينزله منازل الأبرار والصديقين في جنات النعيم، ويلهم الأمة الإسلامية والعربية ومصر والأسرة المالكة والشعب السعودي الشقيق الصبر والسلوان». الدكتور علي لطفي رئيس وزراء مصر الأسبق أشاد بقرار الحكومة المصرية تأجيل احتفالات ذكرى 25 يناير، مؤكداً أن هذا القرار يتناسب مع المصاب الجلل الذي فقدنا فيه ملك السعودية، خاصة أن الملك عبد الله كانت علاقته بمصر طيبة. وأضاف لطفي بأن الملك عبد الله ساعد مصر خلال الفترة الماضية، وكذلك كان له دور كبير في تقريب وجهات النظر بين الدول العربية، وكنا نسميه حكيم العرب، ولا يمكن لأحد أن ينسى مبادرته للتقريب بين مصر وقطر التي كانت علاقاتنا بها متوترة، وكذلك قيامه بتوسيع الحرمين الشريفين. وتابع: «العاهل السعودي يده بيضاء، وتأجيل احتفالات ذكرى ثورة يناير أمر واجب وضروري». من جانبه، نعى المستشار إبراهيم الهنيدي، وزير العدالة الانتقالية بمصر، عاهل السعودية الراحل الملك عبد الله بن عبدالعزيز، وقال: «تلقينا بمزيد من الحزن والأسى نبأ وفاة الملك عبد الله - رحمه الله - بعد مسيرة وطنية ثرية وإنجازات خالدة، ستعطر ذكراه، وتجعلها ماثلة في الأفئدة والأذهان». وأضاف بأن «شعب مصر الذي تربطه بأشقائه في المملكة العربية السعودية وشائج وأواصر القربى، التي صنعتها الأقدار، وأحكمتها مسيرة التاريخ، وكلأتها عناية الله، ليذرف الدمع غالبًا على هذا الراحل الكريم الذي جاهد من أجل لم الصف العربي ونبذ الفرقة ورأب الصدع». مشيراً إلى أنه «كرس حياته في خدمة وطنه ودعم قضايا أمته العربية والإسلامية، وهو مؤسس حوار الحضارات، وأعظم من سعى لنشر الوسطية، وبكل الفخر والإعزاز وقفته البطولية من أجل مؤازرة مصر ودعمها ضد ما يحاك لها من مؤامرات ومحاصرتها اقتصاديًّا؛ ذلك أنه وعى بحكمته وبعد بصيرته أن السهام التي توجَّه إلى العروبة تمر أولاً بصدر مصر، ثم إن السهام التي تدافع عن العروبة تنطق أولاً من بين ذراعي مصر». دعا الهنيدي لخلفه الملك سلمان بن عبدالعزيز أن يكمل هذه السيرة والمسيرة العطرة، وأن يعينه على ما حمل. بينما أكد محمد كامل عمرو، وزير الخارجية المصري الأسبق، أن الملك عبد الله كان محبًا لوطنه وأمته، وكان لديه مشاعر إيجابية خاصة تجاه مصر. وأضاف «عمرو» بأنه ارتبط بالملك سلمان بن عبد العزيز في الفترة من 1990 حتى 1997، عندما كان سفيرًا لمصر بالمملكة، وكان الملك سلمان أميرًا لمدينة الرياض. مضيفًا بأن العاهل السعودي يكن الحب الشديد لمصر، وأن هذا يضمن استمرار السياسة السعودية الداعمة لمصر «وليس لدي أدنى شك في استمرار قوة العلاقة بين البلدين». وأكد وزير الخارجية الأسبق عدم حدوث تغيير في سياسة المملكة العربية السعودية الخارجية، مشيرًا إلى استقرار تلك السياسة منذ عقود مع العديد من دول العالم. ونوه عمرو بالدبلوماسية الرصينة التي اتسم بها أداء المملكة في التعامل مع جميع القضايا؛ ما أكسبها احترام العالم أجمع وتمسكها بالمبادئ والقيم الثابتة دون مواربة ودفاعها عن حقوق الشعوب دون تردد، إلى جانب دعمها خطط التنمية بالكثير من الدول الإسلامية خاصة الفقيرة. وأضاف بأن مواقف الملك عبد الله التاريخية الشجاعة التي اتسمت بالصدق والحق والعدل وشجاعة الكلمة تنم عن حكمة وإيمان عميق بضرورة التضامن العربي وتضافر الجهود بين أبناء الأمتين العربية والإسلامية من أجل إعلاء شأن العرب والمسلمين على المستوى الدولي. أيضًا قال وزير الخارجية المصري الأسبق محمد العرابي إن فقدان الملك عبد الله في هذا التوقيت يعد خسارة كبيرة للأمة العربية والإسلامية. وأضاف: إننا لا يمكننا أن ننسى وقفته الشجاعة وانحيازه إلى جانب مصر في أشد المحن وفي كل الأوقات، سواء قبل ثورة 30 يونيو أو بعدها، وتوليه الدفاع عنها أمام الغرب دون تردد، دون أن يكتفي بالدعم المالي لها. فيما أشاد السفير نبيل فهمي، وزير الخارجية السابق، بالجهود الضخمة التي بذلها الملك عبد الله وإصراره على تحقيق التضامن العربي، ونجاحه في إغلاق ملف أخطر أزمة واجهت مجلس التعاون الخليجي منذ تأسيسه، داعياً المولى - عز وجل - أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته، وأن يجزيه عما قدمه لوطنه وأمته العربية والإسلامية والعالم أجمع خير الجزاء. وأكد فهمي ثقته الكاملة بأن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود وولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود سوف يكملون مسيرة المملكة في خدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية. كما نعى الدكتور سيد عبد الخالق، وزير التعليم العالي المصري، بمزيد الأسى والحزن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود. وقدم وزير التعليم العالي خالص دعواته بالرحمة للفقيد. كما نعت الدكتورة غادة والي، وزيرة التضامن الاجتماعي، الملك عبد الله، داعية أن يتغمده الله برحمته الواسعة. وقالت إن مصر لن تنسى مواقف الملك عبد الله الداعمة لأمته العربية والإسلامية ومصر على وجه الخصوص في الظروف العصيبة، مشيرة إلى أنها على ثقة بأن الملك سلمان بن عبد العزيز سيكمل مسيرته العطرة في خدمة قضايا الأمة. وعلى صعيد المحافظين المصريين نعى الدكتور جلال السعيد محافظ القاهرة الملك عبد الله، وقال ل(الجزيرة): غفر الله لجلالة الملك، وتولاه برحمته، وأسكنه فسيح جناته، وجزاه خيراً على أعماله ومواقفه العظيمة خير الجزاء، متذكراً مجهوداته العظيمة في خدمة الإسلام والمسلمين، ومواقفه القوية والواضحة والداعمة للثورة المصرية في 30 يونيو عام 2013، وكذلك دعمه للاقتصاد المصري في أعقاب الثورة المجيدة. وتمنى محافظ القاهرة للملك سلمان بن عبد العزيز أن يوفقه الله ويدعمه، وأن يكون مقدمه خيراً للمملكة وشعبها والأمة العربية والإسلامية. فيما تقدم الدكتور علي عبد الرحمن محافظ الجيزة بالعزاء في وفاة العاهل السعودي الملك عبد الله، وقال إن الملك عبد الله ساعد مصر كثيرًا، خاصة المجتمع الجيزاوي، وذلك من خلال قيامه ببناء عدد كبير من المدارس والمستشفيات، وأيضًا عدد من المحاور المرورية المهمة بالمحافظة؛ لذا يوجد تقدير خاص من جانب المجتمع الجيزاوي للملك عبد الله.