تخطى الهلال منافسه العتيد الاتحاد في دور الستة عشر من منافسات كأس ولي العهد، وقدّم الفريقان المباراة الأجمل خلال الموسم حتى الآن في نظر المتابعين، والأكثر إثارة وتوتراً لدى عشاق الفريقين. فاز الهلال بثلاثية كانت قابلة للزيادة، لكن جمالية اللقاء ورعونة لاعبي الهلال رفضوا أن ينتهي بفارق كبير يعطي انطباعاً خاطئاً بأنها كانت مباراة من طرف واحد فقط. انتهى اللقاء، وفرح الهلاليون بفوز مهم قرّبهم كثيراً من الوصول للنهائي نظراً لضعف المنافسين في الأدوار المقبلة. فالبطولة لدى الهلاليون ليست مجرد مطلب، بل هي احتياج حقيقي يضمن سلامة أعصابهم من التلف بعد أن تكاثرت عليهم الهزات وأسباب الإحباط. سمعت من الكثير من الهلاليين دعوات بخسارة الفريق للقاء الاتحاد، ليس كرهاً في أحد، ولا انتقاماً من هلالهم، بل لتأخذ دورة التغيير الشامل الحقيقي الملموس مسارها الطبيعي. وأكثر ما يخشونه قد بدأت ملامحه بالظهور شيئاً فشيئا. فالتغييرات الإدارية التي تواترت قبل لقاء الاتحاد، تلاشت بعد الانتصار، والمقترحات والأسماء المتداولة توارت تحت شعار الإشاعات. وإذا استثنينا استقالة الأمير بند بن محمد المؤجلة لنهاية الموسم، (والتي قابلها أشد المعارضين لعمل الفئات السنية بجزيل الشكر والامتنان لشخص الأمير بندر الذي لم ولن تتزحزح مكانته ومحبته من قلوب الهلاليين) فواقع الأمر يقول إنه لا يوجد أي تغيير إيجابي يبعث بالأمل في نفوس الزعماء، وإن كان أقلها الاعتراف بأن لهم صوتاً مؤثراً في مسيرة معشوقهم، وأن هناك أذن صاغية ترغب بالاستماع لما يقولونه وتأخذ منهم ما يفيد وتترك منه ما لا ينفع. هي أمانة ألقيت على عاتق إدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد قبل ما يقارب السبعة أعوام. تلك الأمانة لم تكن مجرد مهمة إدارية بحتة لإدارة منشأة رياضية، بل كان عنوان هذه الأمانة الأبرز: (استمرار زعامة). لماذا اختلفت تفسيرات الخطاب الهلالي المتداول بين الجماهير والإدارة؟ لماذا يفسر الانتقاد بالانتهازية؟ ولماذا أصبحت المطالبات عبئاً؟ بل لماذا أصبحت الإدارة ترى في الجمهور خصماً، ولا بد عليها إثبات أنه على خطأ بدلاً من اعتباره مستشاراً مستقلاً عن أي منصب، ومتحيزاً لكل ما هو كفيل بإعادة البريق لكل ما هو أزرق؟ أعلنت الإدارة غير مرة أنها ستستمر لنهاية فترتها، ولا ضير في ذلك، فليس المطلب تغييراً في الأشخاص بذواتهم دون تغيير في العمل ونتاجه. فإدارة الهلال الآن أمامها ثلاثة طرق لا تملك سوى أن تسلك أحدها: - إما رحيل فوري كامل ليتسنى للإدارة البديلة أن تستعد ولو كان الوقت ضيقاً. - أو تغيير حقيقي ملموس لن يأخذ أكثر من جرة قلم في كثير من الأسماء وطريقة العمل. - أو استمرار على نهج أثبت أنه غير قادر على توفير الحد الأدنى من متطلبات استمرار زعامة الهلال. أي طريق ستختار؟ وأي هدف تصبو إليه من سلك أحدها؟ أسئلة لو تمت الإجابة عليها فوراً وبلا تأخير، فسيعلم الهلاليون جميعاً أي هلال ينتظرون. تلك كانت الأمانة، ويجب أن تُصان، ويجب أن تُعاد إلى مكانها الطبيعي مهما اختلفت أسماء صائنيها. فهل أنتم فاعلون؟ خاتمة... ولا تطمعنْ من حاسدٍ في مودة وإن كنتَ تبديها له وتنيلُ (المتنبي)