حفلت الأشهر الماضية بالعديد من التقلبات والتحديات الناجمة عن انخفاض النمو الاقتصادي العالمي، وطفت على السطح العديد من التوقعات، إلا أن المتابع لمواقف حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- ليدرك بجلاء بعد النظرة الاستراتيجية لإيقاع الأحداث وتجاذباتها، ومدى الاطمئنان والثقة العالية بمتانة الموقف الاقتصادي للمملكة، الأمر الذي انعكس بوضوح على أبناء الوطن وبناته. ثم جاءت أنباء الميزانية الجديدة لعام 2015م لتحمل بين ثناياها تعزيزاً لتلك النظرة الاستراتيجية، وترسم بين طيات أرقامها نماءً يتجاوز التقلبات، وسياسة اقتصادية محنكة تضمن رسوخ الاقتصاد السعودي، وتعزز استدامة المسيرة النهضوية للمملكة في المنظور القريب والبعيد، وتكفل استمرارية مشاريعها التنموية على الصعد كافة؛ التعليمية والاجتماعية والصحية وغيرها. ويمكن للمدقق في حيثيات الميزانية وبنودها أن يكتشف عمق التخطيط الاقتصادي وجودته، ويتعرف على معالم التوجهات الصادقة لحكومتنا الرشيدة التي تستهدف عزّ الوطن واستدامة نهضته، حيث تمضي بشجاعة وثقة في التعليم والتدريب والبناء، وترسي ركائز الأمن والاستقرار، وترتقي بالموارد البشرية، وتحفز القطاع الخاص ليكون مؤثراً وفاعلاً في الحراك الاقتصادي التنموي. ومن هنا تتبدى لنا بركة ميزانية هذا العام التي تبلغ مصروفاتها (860) مليار ريال سعودي، حيث اعتمد منها لقطاع التعليم بمختلف مستوياته ما يقرب من (217) مليار ريال، خصصت لافتتاح جامعات جديدة، واستكمال المشروعات القائمة، وتنفيذ العديد من البنى التحتية لصالح طائفة من مؤسسات التعليم في المملكة؛ أي أن مسيرة النقلات النوعية في بلادنا المباركة عموماً وفي مجال التعليم العالي لا تزال قائمة على قدم وساق، مستهدفة بناء الكوادر العلمية والإدارية عالية الكفاءة، وإيجاد المخرجات القادرة على المنافسة في ميادين العمل داخلياً وخارجياً. وإن تحديد مصروفات جامعة سلمان بن عبدالعزيز بمبلغ (1.340.170.000) ليمكنها من القيام بمهامها وواجباتها على الوجه اللائق بإذن الله تعالى، إذ سيكون لهذه الميزانية دور حيوي في تواصل مشروعاتها الجديدة، وتكامل مشروعاتها القائمة وبخاصة في جوانب تطوير البرامج الأكاديمية، وتعزيز بنية الجامعة لتغدو بيئة جاذبة تزخر بالكفاءات الوطنية، وتسهم في مدّ المجتمع بالمخرجات المشرّفة والأجيال الواعدة القادرة على إكمال مسيرة البناء والنماء. ويطيب لي بهذه المناسبة الكريمة أن أبعث بأسمى آيات الشكر والعرفان لمقام خادم الحرمين الشريفين ولسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد لقاء الدعم السخي الذي تحظى به الجامعة أسوة بأخواتها الجامعات في أنحاء المملكة العربية السعودية، راجياً أن نتمكن جميعاً من الوفاء لقيادتنا الحكيمة من خلال تحقيق جانب من تطلعاتهم تجاه العملية الأكاديمية في المملكة. والله الموفق.