جميلة هي تلك المواقف التي يركض إليها أهل الخير ليسطروا أروع المعاني ويحققوا الرؤى السامية التي حثنا عليها ديننا الحنيف والتي تتوافق مع طبيعة الإنسان في حب الصلاح والخير, جميل العمل الخيري إنه عمل لم يفرضه قانون ولا نظام حيث جعل من أبواب التقرب إلى الله -عز وجل-, حين يدفعك حبك للناس وأن تكون جندياً من جنود الله -عز وجل- الذي يسخرهم تلبية لدعاء عبيده وتسهيلا لهم فأنت حينها أقرب ما تكون إلى محبة الله -عز وجل- وعطفه ورحمته. في الاحتفال الذي تم بتنظيم من جمعية حركية لزواج 105 من ذوي الإعاقات في حفل واحد وشرفه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن مساعد رئيس نادي الهلال نادي القرن الآسيوي وفي مقر النادي, هذا الاحتفال بهذه الغاية إن دل فإنه يدل على أن الخير في أمة محمد باق إلى يوم الدين, هؤلاء ال105 عائلة والتي أطلقت من خلال هذه الحفل لترفد المجتمع السعودي ولتكون ضمن جنود الوطن البناة المدافعين عن حماه وإنجازاته وليأخذوا دورهم الطبيعي في مسيرة النماء والتطور, إن الفكرة حين يكون دافعها ومنبعها الخير وتنفيذها خير فإن ناتجه دائماً بأمر الله خير. جمعية حركية وبقيادة المايسترو المبدع سعادة المهندس ناصر المطوع الذي طرقت يديه أبواب النجاح جميعها وبدأت إدارته ومؤسسته بفتح هذه الأبواب الواحد تلو الآخر, حيث أخذ على عاتقه ليس فقط الاهتمام بشؤون ذوي الإعاقات وإنما تعدت دائرة عمله إلى تطوير مرافق حياتهم وزيادة في الوعي والإرشاد والتوجيه لهم وإليهم لأنهم أفراد رئيسيون في النسيج الوطني العام ولا يمكن تجاهلهم أو إنكارهم أو بأبسط صورة مراعاة ظروفهم التي ابتلاهم به الله, ذوي الاحتياجات الخاصة عموما هم فرص منحها الله لنا لنستغلها لنزيد من تماسك مجتمعنا وتلاحم أبناء وطننا, وهذه التوجهات والإنجازات ما كانت لتكون لولا الاهتمام والرعاية الكبيران اللذان توليهما القيادة العليا ممثلة بمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وولي ولي العهد المؤتمن حفظهم الله وأدام عز الوطن بعزهم وعزمهم. في مقر نادي الهلال الحبيب العريق وبتشريف من رئيسه الأمير الشاعركانت أيضاً رسالة جديدة أرسلت للعالم أن الرياضة في أساس فكرها وتأصيلها هي رسالة محبة وخير وسلام, وأن الرياضة والقائمين عليها لهم أيضا جولاتهم وصولاتهم خارج حدود ملاعب التنافس الشريف في تنافس أشرف وأكثر قدسية وهو خدمة الإنسان وبذل الجهد تطوعاً لمصلحته أمناً وتأهيلاً للمستقبل القادم, هذا الحفل من أين أتيته ومن أين بدأت بذكر وقائعه فأنت تتحدث بفخر واعتزاز والإفصاح عنه والإعلان له ليس من باب شكر وحسب وإنما أيضاً من باب أين المزيد يا أهل القدرة والرغبة على صنع الفرح والخير, اليوم كنا في مقر الهلال وغدا نتمنى أن نبارك من مقرات كل الأندية السعودية الرياضية, أنتم تسعدونا بفوزكم وتحزنونا بخسارتكم، لكنكم جميعا وعلى نهج الهلال تجعلوننا نجمع أنكم تقدمون للوطن كما يقدم العسكري والطبيب والمهندس والعامل, لأن الوطن لا يبنيه إلا أبناؤه مهما كان مجالهم وتواجدهم, شكراً للجميع بارك الله فيكم وجزاكم خيراً وعلى الانتظار مع مزيد من مثل هذه الإنجازات وفي مقرات أخرى فوق أرض الحرمين الشريفين مملكتنا الحبيبة.