أن يتفقد المسؤول الإدارة التعليمية التابعة له في وزارته فذلك واجب تحتمه عليه روح المسؤولية والأمانة الوظيفية، ولكن ان يستشعر المسؤولية بكل تفاصيلها وفي كل خطوة يخطوها بعيدا عن البهرجة عندها يكون هذا المسؤول مثالا يحتذى، وهذا ما لمسته من خلال الزيارة التفقدية لمحافظة الطائف فقد كنت من ضمن الوفد الذي رافق معالي النائب الاستاذة نورة الفايز في هذه الزيارة، ومن خلال قربي منها شهدت حرصها بكل إخلاص على تحقيق الهدف الأسمى للزيارة وهو الوقوف على الواقع التعليمي والتربوي للمنطقة دون مبالغة أو تلميع من القائمين عليه والتي دشنت فيها مشروعات تعليمية تجاوزت تكلفتها نصف مليار، ولست هنا اكتب للتطبيل للمسؤول وما اجمل التطبيل إذا كان المسؤول يستحق ولكنها تجربة عشتها وشاهدتها عن قرب، رأيت كيف تعطى قيمة الدقيقة من الوقت رايت حرصها وشغفها في المحافظة عليه واستغلاله في تحقيق ما جاءت من اجله، رأيت اهتمامها أثناء زياراتها للمدارس بالوقوف لتلمس حاجات الطالبات وسؤالهن عن أحوالهن، وكيف كانت تحتضن الصَّغيرات وتؤكد ان زيارتها وتكليفها من سمو وزير التربية والتعليم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل للاطمئنان عليهن ومن اجل تلك الوجوه البريئة، وكيف كانت تحرص على تعزيز الهوية الوطنية من خلال توعيتها وتوجيهها للطالبات بأسلوب بسيط وروح ظريفة، حينما فضلت استخدام كلمة معلمة أو أستاذة بدلا من (أبلة)، مؤكدة أهمية المحافظة على هويتنا ولغتنا العربية. ولعل أجمل ما في هذه الزيارة الجولات المفاجأة لعدد من المدارس لم تكن مدرجة في جدول الزيارة. خلاصة القول إني رأيت في هذه الزيارة شخصية فريدة تتعامل بكل مهارة مع الأمية والمتعلمة الكبيرة والصَّغيرة. هكذا هم المخلصون رجالا ونساء يعشقون مواصلة العطاء مهما كانت الأسباب والظروف، حديثهم الدائم عظم المسؤولية والإخلاص لهذا الوطن وأنه قدم لهم الكثير.. رأيت حقا كيف يمكن للمسؤول ان يكون مخلصا وان يرد جزءا من جميل وطنه.