الدنيا دار ابتلاء والكيِّس من وطّن نفسه على أن ما في الحياة إنما هو بقضاء الله وقدره، وأن الله كتب الأقدار قبل أن يخلق السموات والأرض وأن الرضا بالقضاء والتسليم هو أساس الصبر والمعين عليه. وإذا ابتليت بكربة فالبس لها ثوب السكوت فإن ذلك اسلم لا تشكون إلى العباد فإنما تشكو الرحيم إلى الذي لا يرحم إن الصبر يوصل المسلم إلى منزلة عالية لا يصل إليها بعمله فالحمد لله على نعمة الإسلام. إن مما يكشف الكرب عند حدوث المصيبة اللجوء لله وتدبر كتابه به تقر العين ويسكن القلب ويطمئن. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} هي علاج من الله لكل من أصيب بمصيبة مهما تفاوتت في شدتها، لأننا بقولها نتيقن ونسلم أن أنفسنا وأموالنا وأهلنا وأولادنا ملك لله - عز وجل - قد جعلها لدينا أمانة فإذا أخذها فهو يأخذ أمانته ويستردها، ومع ذلك يكتب لنا الأجر والمنزلة العالية إذا احتسبنا وصبرنا. اللهم اجعلنا من الصابرين المحتسبين وارزقنا اليقين الذي يهون علينا مصائب الدنيا.