أليس الوطن هو البيت الكبير، والخاص..؟ أليس الحارة هي بيئة الفرد التي يتأقلم مع ما فيها، ومن فيها فتكون له البيت الأوسع، بشوارعها، وأزقتها، ومنعطفاتها، وبسطائها..،! بأفرانها ورائحة الشواء فيها، وهدير سياراتها، وأصوات المارة فيها، حين تكون حارة ضاجة بكل شيء ..؟ أليس البيت الصغير ببابه، ومفتاحه، ونوافذه، وأسرته، وآنياته، وأسراره، ورجاله، ونسائه، وأطفاله، هو مأوى الفرد، ومصدر محضنه، ودفئه، وفرحه، وحزنه..، وجدله، واتفاقه، وفرحه، وحزنه..؟! أليس النائم في هذا الكيان هو كالأب، والأم، والقريب، والصاحب، بل هم، ومنهم..؟ أليس الجالس فيه، والمضطجع، والراجل، والراكب، والمبحر، والطائر، والمقيم، والمسافر، والعائد كلهم أجزاء من هذا الفرد..، وكلهم هذا الكيان معاً..؟ إذن ما الذي يجعل هذا الفرد من هذا الكيان الكلي ينزع للنشاز عنه، ويعمل على نقض عهود الانتما ء إليه، فيكون فيه الراميَ يجعل هذا الكيان هدفَه، والسيافَ هدفُه رقبتَه..؟! أصبحنا في مدد متقاربة نصحو على أعداد من أبناء الوطن الناشزين وقد باتوا يستهدفون كيانهم، يبيِّتون له الطعنات، يتضافرون عليه في الظلام..، يستفيدون مما بين أيديهم ميسراً من الوسائل، وأمام أقدامهم، وفضائهم من البراح، وما جُبل عليه أسلوب التعامل العام في طبيعة المجتمع معهم من حسن النية فيستغلون كل هذا..!! من أجل من، ولمصلحة من ينزعون للنشاز..؟ مع أن ما يحدث يؤسف، إلا أن المهمة تعود أدراجها نحو الكيان الصغير في هذا الكبير..، للأسرة، للحارة، للمدرسة، للإعلام، لوسائل التواصل.. قبل أن نستيقظ على الناطق الرسمي وهو يزيدنا دهشة بقوائم الرماة السيافين وهم يحيكون في الخفاء.. ما ليس في طبيعة الأفراد، ولا في قيم أخلاقهم، ومدارج مسالكهم..! عودة لتطهير العقول، وتصويب الاتجاه، وتنقية الأذهان، وتقوية الروابط، وغرس الوطن جذرا في شغاف القلوب، وتجنيد العقول دروعا لا ينفذ إليها ضباب، ولا يشوبها ظلام.. مهما اختلفت الآراء، وتباينت وجهاتها، ومهما تناقضت الرؤى، وتفاوتت القناعات.. يبقى للكيان الكبير حرمة الإيمان بقيمته، والحرص على سلامته.