لو سألت أي مسئول أو لاعب أو إعلامي أو مشجع رياضي سعودي: من هو المدرب الذي نجح مع المنتخب الأول طيلة العقود الماضية ؟ لخرجت بنتيجة واحدة متفق عليها من الجميع: لا أحد.. أصل وفصل مشكلتنا مع المدربين أننا ننسى أن مانقوله اليوم عن لوبيز هو تكرار لما قلناه عن ريكارد وبوسيرو وأنجوس وباكيتا وكالديرون وكارلوس بيريرا وزاجالو وعشرات المدربين الذين مروا على الأخضر بعد أن أخذوا منا كل شيء دون أن نأخذ منهم أي شيء، لم نستغن عنهم وإنما طردناهم شر طردة لأن جميعهم سيئون لا يجيدون الاختيار، يسمحون بالتدخل، لا يفقهون في التكتيك، لا يقرؤون المباراة والخصم جيدا، أما الإعلاميون والإداريون والجمهور فهم بارعون فاهمون خبراء في التدريب. بهكذا عقليات وطريقة تفكير سنعاني كثيرا سواء على صعيد المنتخبات أو الأندية، ولن نعثر على مدرب يطور كرتنا ويحقق طموحاتنا في الوقت الذي نتعامل معه على أنه مجرد موظف خدمة دورة فقط تلبية رغباتنا، وتنفيذ جميع أوامرنا كل حسب مزاجه وأهوائه، ولأنها مهمة مستحيلة فمن البديهي إلا يستمر أي مدرب حتى لو كان من أعتى وأمهر وأشهر المدربين في العالم، لذلك قبل البحث عن مدرب ناجح ومناسب للمنتخب أو الأندية من المفترض أن نبدأ ونهتم أولاً بتغيير أسلوب تعاملنا ونطرح كامل ثقتنا بالمدرب بعد أن نضع آلية واضحة ومواصفات محددة لاختياره ومن ثم الإصرار على استمراره لعدة سنوات يستطيع خلالها أن يقدم ما لديه من إمكانات وخبرات المستفيد منها أولا وأخير الكرة السعودية أندية ومنتخبات. سر قطر لم يكسب المنتخب القطري بطولة خليجي 22 فحسب بل كسب قبله الإعلام القطري جوائز التفوق والتألق وإعجاب واحترام الجميع، وتحديدا قناة الكأس التي قدمت في البطولة دروس لافتة ونماذج مضيئة في فن وأصول الإعلام الرياضي، من حيث الأدوات والتجهيزات والإمكانيات المادية والتقنية والبشرية، وكذلك أسلوب إدارة برامجها وساعات بثها وبراعة تواصلها وتفاعلها مع مشاهديها. في المقابل لم يخسر منتخبنا البطولة لأسباب فنية أو إدارية فقط وإنما كان للإعلام المحتقن المتأزم المتعصب دور في ذلك، تفرغ في كثير من البرامج والمطبوعات ومواقع التواصل للتشكيك والتشويش على المدرب واللاعبين حتى بعد المباريات التي يتفوق ويفوز فيها، وقبيل المواجهات الحاسمة كما حدث قبل المباراة النهائية، فرأينا وسمعنا من يهاجم المدرب في قرارات محسومة ولا مجال للحديث عنها، الأخطر والأسوأ من هذا أن العملية تحولت إلى تصفية حسابات من قبل مجموعة من الإعلاميين الرعاع الذين أثبتوا من جديد أنهم مصدر تلويث بيئتنا وتدهور رياضتنا ونشر الحقد والكراهية بين جماهيرنا. منتخبنا وفوبيا الهلال! في خليجي 22 تكررت اللغة نفسها والمواقف ذاتها وإن كانت هذه المرة أكثر ضجيجا وانتشارا، استهداف كل ما هو هلالي كان واضحا وفاضحا وبأسلوب سافر لدرجة أن شتم لاعبي الهلال الدوليين أصبح أمرا مألوفا ولا غرابة فيه، ولا يتردد هؤلاء في تجريح وتقريع وأحيانا اتهام لاعبي الهلال حتى وهم يمثلون في هذه الأثناء منتخب الوطن، نفس ما كان يوجه من قبل لصالح النعيمة في الثمانينات الميلادية وسامي الجابر في التسعينيات وطيلة مشاركاته في كأس العالم ومحمد الدعيع بداية الألفية الجديدة، قيل عن محمد الشلهوب في خليجي 20 في اليمن وياسر القحطاني في خليجي 21 والشمراني وكريري والدوسري والعابد في خليجي 22.. من المخجل أن يتعرض اللاعب الدولي تقديرا لبروزه ونجوميته واستحقاقه للدفاع عن ألوان بلده لهكذا حروب قذرة لمجرد أنه هلالي، ومن غير اللائق أن يمارسوها علناً بلا رادع أخلاقي ووطني وإنساني ولا احترام لمهنة أو انتماء ليتضرر منها ويخسر بسببها منتخب الوطن، الأمر الذي يجعلنا نطالب اتحاد الكرة والمشرفين على المنتخب بتحمل مسؤولياتهم والقيام بواجبهم وحماية أي لاعب يتشرف بتمثيل المنتخبات الوطنية من شرور المحبطين العابثين. إدارة الهلال مطالبة هي الأخرى بالتدخل والتخلي عن السلبية والمثالية الزائدة حد السذاجة والضعف واللامبالاة وعدم التفرج على لاعبيهم الدوليين وهم يواجهون وحدهم أنواع الاتهامات والشتم والإيذاء والتآمر وحملات التشويه والتشكيك، إضافة إلى الانتقاص من قيمتهم الفنية وجدارتهم بارتداء شعار الوطن.. من الآخر - من إيجابيات خليجي 22 أننا تعرفنا أكثر على شخصية أمير الرياض المثقف الخلوق والمخلص الأمير تركي بن عبدالله، هذا الذي ساهم بحضوره السخي الفاعل في الارتقاء باستضافتنا للأشقاء الخليجيين.. - كما نشكر الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد على تدخله في الوقت المناسب وحسن اختياره وتكليفه للرائعين المتميزين دوماً عادل البطي ورجاء الله السلمي. - طالما أن ارتفاع عدد النجوم في فريق الهلال وبالتالي الاستفادة منهم في منتخب الوطن مدعاة لذمهم وشتمهم وشن الحرب على ناديهم والضغط والتأثير السلبي على المنتخب فقد رحب وأيّد الكثيرون مقترح المهندس طارق التويجري الذي رأى أن يتم التنسيق والاتفاق بين إدارة الهلال واتحاد الكرة على عدم ضم أي لاعب هلالي في نهائيات أمم آسيا القادمة في أستراليا.. - المسألة تجاوزت الشتم وبلغت حد الكذب والتجني والقول إن المنتخب واتحاد الكرة تحت سيطرة الهلال، وكأن رئيس اتحاد الكرة أحمد عيد ومدير عام المنتخبات د. عبدالرزاق أبو داود ومدير المنتخب زكي الصالح ومساعد لوبيز صالح المطلق قد تحولوا فجأة إلى هلاليين متعصبين ..! - أصدرت لجنة الانضباط في الاتحاد الآسيوي قرارا بإيقاف ناصر الشمراني 8 مباريات، ولم يتحدث أحد هذه المرة عن ضعف ممثلينا في الاتحاد القاري..!