تُعد استراحات الطُرق السريعة التي يستريح بها المُسافرون الذين تنقلهم سياراتهم إلى مُختلف مدن، ومحافظات، ومراكز ثلاث عشرة منطقة في بلادنا الحبيبة التي حرص المسؤولون عن هذه الطُرق أن تكون آمنة، وواسعة، وجميلة. آمنةً بسياج من الحديد؛ لمنع دخول الحيوانات السائبة من الإبل وغيرها من الحيوانات الأليفة، وآمنةً بمراكز الهلال الأحمر؛ لمباشرة المُصابين من الحوادث، وإسعافهم في مواقعها، أو نقلهم إلى المُستشفيات القريبة، وآمنةً بوحدات الدفاع المدني؛ لإخماد الحرائق التي تحصل لأصحاب السيارات، وتخليص المحتجزين داخلها، وآمنةً بنقاط تفتيش؛ لحمل قائديها الهوية الوطنيَّة، واستمارة الملكية، ورخصة القيادة. وعلى وسائل السلامة التي من أكثرها أهميَّة: شنطة الإسعافات الأوليَّة؛ لمباشرة الحوادث البسيطة، وطفاية الحريق؛ لإخماد مستصغر الشرر، ومثلّث تحذير توقّف العطل، ونزع لواصق التظليل التي تحجب الرؤية، وآمنةً بتحديد السرعة التي تُناسب الطريق، وآمنةً بدوريات الشرطة؛ لأمن سالكيها من قطّاعها الذين يجدون من رجال الأمن أيدي رادعةً من حديد؛ لمنع ترويعهم. فالطُرق السريعة التي تربط المدن، والمحافظات في بلادنا من أفضل الطُرق العالميَّة أمناً، واتساعاً، وجمالاً؛ إلاَّ أنها ينقصها الاستراحات التي تُعد في البلدان المتقدّمة منتزهات يقصدها المسافرون الذين يجدون فيها مُختلف الخدمات التي من أكثرها أهميَّة: محطات وقود خزّانات سياراتهم وقوداً يُناسب محركاتها، وتموينات مواد غذائيَّة تُناسب رغباتهم، ومطاعم سريعة حسب مذاقهم، ومكائن صرافة، وكبائن اتصال، وأكشاك جرائد. وشقق مفروشة، ووحدات سكنيَّة، وأجنحة فندقيَّة؛ لاستراحاتهم في الظهيرة، والمساء. وحدائق غنّاء، ومسابح آمنة، وألعاب منوّعة تُناسب ميول مُختلف الأعمار؛ لتنزّه الذين يمرون بهذه الاستراحات التي لا تُعد في البلدان المتقدِّمة استراحات تزويد السيارات وقود، بل استراحات ترفيه يسعد بها المسافرون الذين يسلكون الطُرق السريعة. لذا نأمل من المسؤولين في أمانات المناطق، وفروع الهيئة العامّة للسياحة والآثار أن لا تقل استراحات طُرقنا السريعة عن الاستراحات في البلدان المتقدِّمة التي يجد فيها المُسافرون متعة السفر مهما طالت مدته.