بدأت عدد من دول مجلس التعاون الخليجي المصدرة للنفط من بينها السعودية، في التحول إلى الطاقة المتجددة لتلبية الطلب المحلي المتنامي على الكهرباء، نظراً لأن محطات الكهرباء التي تعمل بالنفط تستحوذ على نصيب متزايد من النفط المتاح للتصدير. في الوقت نفسه تمضي دول عربية أخرى خاصة التي تعاني من عجز كبير في ميزان المعاملات الخارجية في مثل تلك المشاريع لخفض فواتير واردات الطاقة. وهنا، أكد الرئيس التنفيذي لشركة أكوا باور السعودية بادي بادماناتان والتي تعمل في مجال إنشاء مشاريع الكهرباء والماء، إن نحو 40 بالمائة من الكهرباء في السعودية يمكن تأمينها بشكل اقتصادي باستغلال الطاقة المتجددة. وأضاف «سيتم استخدام الطاقة المتجددة.. لا شك في ذلك.. إنني واثق من أن بناء محطات سيبدأ في 2015.. ربما قرب نهاية 2015»، مشيراً في هذا الصدد إلى أن الحكومة قررت من حيث المبدأ أنه لن تتم إتاحة كميات جديدة من النفط لتوليد الكهرباء في السعودية. وقال بادماناتان، في مقابلة خلال قمة رويترز للاستثمار في الشرق الأوسط، إن الشركة تنافس في السعودية على إنشاء محطة للطاقة الشمسية قدرتها 100 ميجاوات في مكة، وأنها عرضت أقل سعر للكهربا لكن لم يتم حتى الآن إعلان العرض الفائز. وكانت المملكة - أكبر مصدر للنفط الخام في العالم - قد أعلنت عام 2012 خططاً لتنويع مزيج الطاقة من خلال الاستثمار في الطاقة المتجددة. وفيما لم يتحقق تقدم يذكر حتى الآن، لكن مشاريع مثل محطة مكة قد تشير إلى تزايد القوة الدافعة. وعن مشروع الكهرباء المستقل التالي في السعودية وهو محطة الفاضلي للكهرباء التي ستعمل بالغاز ومملوكة ل «أرامكو السعودية» والشركة السعودية للكهرباء، وقال بادماناتان إن شركته تنتظر طلباً لتقديم مقترحات وستبدأ العمل لتجهيز عرض هذا العام. وعلى مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، أشار إلى أن عمان تسعى لاستغلال الطاقة المتجددة، حيث تملك السلطنة احتياطيات نفطية أقل كثيراً من جيرانها الخليجيين وتحرص على ترشيد استهلاكها. وقد أعلنت عمان هذا الشهر خططاً لبناء ما قال إنها أول مزرعة رياح كبيرة على مستوى دول المجلس الست بتكلفة 125 مليون دولار. خطط إدراج «أكوا باور» وتمويل مشاريع بقيمة 15 مليار دولار وبيّن الرئيس التنفيذي ل «أكوا باور السعودية»، التي تخطط لإدراج أسهمها في السوق المالية السعودية، إن الشركة تسعى للحصول على تمويل أو تقوم بترتيب تمويل لمشاريع بقيمة 15 مليار دولار، حوالي نصفها في الطاقة المتجددة. وفي حين رفض بادماناتان تحديد الموعد المستهدف لإدراج أسهم الشركة، بعد اختيارها «السعودي الفرنسي» لترتيب عملية الطرح، ليكتفي بالقول: إن الشركة تملك حالياً موارد كافية لتمويل مشروعاتها، لكنها ستتطلع في المستقبل للاستفادة من أسواق الدَّين بما فيها سوق السندات الإسلامية (الصكوك). ومن المعلوم أن «أكوا باور» مملوكة لمؤسستين حكوميتين هما شركة سنابل للاستثمارات المباشرة - الذراع الاستثماري لصندوق الاستثمارات العامة - والمؤسسة العامة للتقاعد، إلى جانب ثماني مجموعات سعودية. وتملك الشركة، مشاريع عاملة أو قيد الإنشاء في دول منها السعودية والأردنوعمان وتركيا والمغرب وبعض بلدان أفريقيا وجنوب شرق آسيا. وقال بادماناتان، إن هذه الدول بدأت تتحرك بسرعة صوب الطاقة المتجددة»، مضيفاً «المغرب في المقدمة بوضوح.. وتعكف جنوب أفريقيا على برنامج ضخم وتنفذه.. وبدأ الأردن أيضا في استغلال الطاقة المتجددة». وتسلط خطط «أكوا باور» الضوء على فرص أعمال كبيرة بدأت تظهر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهي الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. وأبان بادماناتان أن عروض «أكوا باور» التي يجري إعدادها أو التي قدمت بالفعل إضافة إلى المشاريع التي تم ترسية عقودها لكن لا تزال في مرحلة ترتيب التمويل تبلغ إجمالاً 15 مليار دولار، منها 7.4 مليارات في الطاقة المتجددة. كما أن للشركة مشاريع عاملة بالفعل قيمتها 20 مليار دولار، وأخرى قيد الإنشاء قيمتها 4.5 مليارات دولار. وتملك «أكوا باور» طاقة إنتاجية تبلغ 18 جيجاوات في أنحاء العالم وتنتج 2.4 مليون متر مكعب يومياً من المياه المحلاة. وتهدف الشركة لرفع الطاقة الإنتاجية إلى 39 جيجاوات وخمسة ملايين متر مكعب من المياه بحلول 2017 - 2018. وقال بادماناتان إنه يمكن تحقيق هذه الأهداف بمجرد العمل في الأسواق الحالية للشركة. وأضاف «فيما يتعلق بخططنا المستقبلية.. فيما يتعلق بالمواقع الجغرافية.. لا نرى أي سبب يدعونا للتحرك أبعد من هذا كثيراً.. هذه المواقع الجغرافية ستبقينا مشغولين للغاية للسنوات الثلاث إلى الخمس القادمة، وذلك ببساطة لأنّ الطلب علينا يتنامى في أنحاء هذه المواقع الجغرافية بمعدل حوالي 7 أو 8 بالمائة». وأضاف أن الشركة عرضت في المغرب في الآونة الأخيرة أقل سعر لبناء مشروعي النور 2 والنور 3، مشروع النور 2 هو محطة للطاقة الشمسية المركزة قدرتها 200 ميجاوات، في حين تبلغ قدرة المشروع الثاني 100 ميجاوات. وتستعد الشركة أيضا للمنافسة على مشروع مزرعة للرياح بقدرة 850 ميجاوات في المغرب تقول إنه سيكون الأكبر في العالم. وفي سلطنة عمان قدمت الشركة عرضاً لإنشاء مشروع لتحلية المياه في القريات يجري تقييمه حالياً وتتوقع البدء في الإنشاء العام القادم. وتستعد أيضا لتقديم عرض مع ميتسوي اليابانية بخصوص محطة كهرباء صلالة 2 في عمان. وخارج منطقة الشرق الأوسط، تقوم «أكوا» ببناء محطة كهرباء تعمل بالفحم قدرتها 1200 ميجاوات في فيتنام، وتتطلع للبدء في المنافسة على مشروعات في إندونيسيا في مطلع العام 2015. وتبني الشركة محطة كهرباء تعمل بالفحم بتكلفة مليار دولار وطاقة قدرها 300 ميجاوات في موزامبيق.