في الواقع التحكيم هو المبدأ المعروف في الفصل بين طرفين وإعطاء كل ذي حق حقه ليفوز بالشيء الذي تم الفصل فيه، والحكام هم الذين ينظرون في الشيء الذي يراد الفصل فيه ثم يصدرون قراراتهم التي تتفق مع أحقية طرف في الحصول على حقوق من الطرف الثاني، وكرة القدم لعبة يتنافس فيها في كل مقابلة فريقان كل منهما يريد الحصول على الفوز بالمقابلة؛ فالتحكيم هو الملجأ الوحيد لإثبات ذلك. فالحكم ومساعدوه هم لجنة التحكيم التي تشارك في متابعة مجريات المباراة وإصدار قرارات يستحقها كل من الفريقين وإعطاء الفريق الفائز حقه من نقاط بعد نهاية المباراة. ولهذا يجب أن يكون الحكم في رأيي الخاص تتوافر فيه الأمور التالية: الشخصية القوية، فهمه وإلمامه بقوانين كرة القدم، الثبات في إصدار قراراته، تحركاته وتمركزه على أرض الملعب، ثقته في مساعديه وقراراتهم، تجرده من النواحي الشخصية والذاتية لأندية أو لشخصيات قد تؤثر في قراراته التحكيمية. والقرارات الخاطئة التي يصدرها الحكم في الملعب هي قرارات تحدث في مباريات كرة القدم في العالم بشكل عام ولكن تقبل إذا كانت القرارات على الجميع وقد تكون عفوية.. ولكن إذا كانت مقصودة لمصلحة جانب على آخر فهذه سلوكيات لا أخلاقية وغير مقبولة للجميع، وهذا ما يهدم حلاوة كرة القدم والتنافس فيها. كان الحكم في العهود السابقة يقال له (سيد الملعب) هو المسؤول عما يجري أثناء المباراة إلى نهايتها وله القرار الأول والأخير فلا يستطيع أن يتهجم على الحكم بأي شكل من الأشكال أي من اللاعبين أو الإداريين أو المدربين ولكن من حق أي فريق تقديم احتجاجه للمسؤولين في رعاية الشباب فقد يقبل أو يرفض وجرأة المسؤولين في رعاية الشباب وعلى رأسهم الرئيس العام قللت من وجود مشاكل بين اللاعبين والحكام وذلك بإصدار قرارات سريعة وموفقة تحمي الحكام مثل توقيف اللاعبين أو شطبهم من كشوفات رعاية الشباب وبعض القرارات ضد الحكام مما يؤدي إلى توقيفهم وسحب الشارة إن احتاج الأمر منهم.. مستندين على أنظمة واضحة مكتوبة يقبلها الجميع. فظهرت أسماء في تلك الفترة يشهد لها الجميع مثل: صالح غلام، غازي كيال، محمد المرزوقي، عبدالرحمن الدهام، عبدالرحمن الموزان، فهد الدهمش، إبراهيم الدهمش، عبدالله كعكي، مثيب الجعيد، فلاج الشنار، عبدالرحمن المعتم، محمد فودة، محمد الشريف، إبراهيم حلبي، عبدالله الناصر، سعد الربيعة.. وعذراً لمن لم أتذكره. أما في الوقت الحالي فكثر عدد الحكام.. وحصل أكثر هم على الشارة الدولية.. ولكن أكثرهم غير مؤهل لقيادة مباريات كبيرة إما لخوفهم من شخصيات أو سمعة أندية كبيرة أو لقلة الخبرة في إدارة مباريات جماهيرية.. فتراهم يخطئون بشكل كبير وأخطائهم غير مقبولة من الجميع ولهذا استعانت رعاية الشباب بحكام أجانب لتحكيم المباريات الكبيرة، وذلك لعدم الثقة في الحكم السعودي وتحكيمه.. بجانب ما تسبب فيه الحكام من مشكلات داخل الملعب وخارجه بشتى أنواعها حتى إنها وصلت بالأيدي بين الحكام واللاعبين بعضهم مع الآخر، وأرى أن تأخير القرارات الصارمة على اللاعبين أو الحكام أدى إلى التمادي في ذلك وإلى انتشارها دون خوف.. فكثرت الشكاوى التي رفعت للجنة الحكام دون حل. إن مكانة الحكام الدوليين: الأستاذ عمر المهنا أو علي المطلق مع التحفظ على غياب عبدالرحمن الزيد محفوظة في قلوب الجماهير فهم على مستوى عالمي ورئاستهم للجنة الحكام موفقة.. ولكن اختيار الحكام الجدد وكثرت الأخطاء التي حدثت.. وحمايتهم من رئيس لجنة الحكام الأستاذ عمر المهنا وعدم محاسبتهم بالشكل الذي يرضي الشارع الرياضي كواقع حقيقي وليس مجاملة لأحد. أدى إلى تفاقم المشكلة مما دفع الشارع الرياضي إلى طلب رعاية الشباب بإقالة الأستاذ عمر المهنا. وفي رأيي أننا جميعاً نعمل لخدمة هذا الوطن فالتنازل من أي مسؤول عن منصبه لصالح الوطن ومستقبله هو من سمات القوة والانتماء والإخلاص مع شكره على ما قدم. فلنسع جميعاً لرفع مستوى لعبة لكرة القدم في المملكة ونصل إلى ما كنا عليه وأحسن.. ولكن لا أنسى أن أشيد ببعض الحكام كانت لهم مواقف موفقة وهم على قدر من المسؤولية (خليل جلال، المرداسي، العواجي، العمري).. وأخيراً أرجو للجميع الصحة والعافية ولكرة القدم السعودية التوفيق والنجاح.