يقول رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السيد جوزيف بلاتر: (إن التلاعب بنتائج المباريات يزعزع الأسس الرئيسية للرياضة، وإن التهديد الذي يمثله التلاعب بنتائج المباريات الرياضية كبير، ونحن ملتزمون ببذل قصارى جهدنا لمواجهته..) وذلك خلال المؤتمر الصحفي في مقر الفيفا في زيوريخ لتوقيع اتفاقية التعاون بين الفيفا والشرطة الدولية (INTERNATIONAL POLICE) والمعروفة دولياً (الأنتربول) والذي تم في مايو (2011) لمكافحة الفساد في رياضة كرة القدم وملاحقة المتلاعبين في نتائج المباريات وقد كلفت هذه الاتفاقية بين الفيفا والانتربول (20) مليون يورو ولمدة (10) سنوات اضطر الفيفا لدفع تكاليفها في محاولة جادة من الفيفا للقضاء على فساد التلاعب في نتائج المباريات وإرساء وتعزيز عدالة ونزاهة كرة القدم في العالم!!.. قارنوا بين هذه الخطوة الجادة والجريئة من الفيفا وبين استهتار وعدم مبالاة الاتحاد السعودي لكرة القدم في تشكيل لجنة الأخلاق والقيم حتى الآن بالرغم أنها أُقرت ومنصوص عليها في لائحة النظام الأساسي للاتحاد السعودي في المادة (59)، والتي جاء نصها (تتولى لجنة الأخلاق والقيم المسائل المتعلقة بالأخلاق والقيم وسلوكيات كرة القدم ولها الحق في التحقيق في قضايا الفساد الإداري والمالي والاحتيال والرشوة والتزوير والتلاعب بنتائج المباريات وإصدار العقوبات وفق اللائحة المحلية والدولية ووفق نطاق اختصاصها وتتكون من رئيس ونائب للرئيس و(3) أعضاء والذي على اثر تعطيلها تم تجاهل قضية اعتراف رئيس نادي الشعلة الأستاذ فهد الطفيل بأنه استلم (شيك) باسمه الشخصي من شرفي (نصراوي) تحت ذريعة طلب حكام أجانب لمباراة الشعلة والنصر في الخرج في تجاوز صريح لأنظمة وقوانين نزاهة كرة القدم!!.. حقيقة ما دعاني أعود لهذه القضية الخطيرة والتي كتبت عنها في الأسبوع الماضي في هذه الزاوية تحت عنوان (اللجنة الاولمبية والجمعية العمومية والتجاوزات الخطيرة) هو ما وجدته ولمسته من بعض المنتمين للوسط الرياضي (غير الرسميين) من حرص شديد واهتمام بالغ في ضرورة الاستمرار في محاربة هذه التجاوزات المالية المشبوهة ومواصلة كشفها للرأي العام ومتابعة مواجهتها والتصدي لها حتى يتم القضاء عليها في مهدها لأنها تعتبر شئنا أم أبينا من أوجه الفساد في الرياضة!!.. صحيح مزعج ومحبط تجاهل المؤسسة الرياضة بكل أقسامها ومراتبها لهذه القضية المالية غير المسبوقة وصحيح مؤسف ومؤلم عدم تفعيل قانون الردع والتغاضي عن نظام الضبط في مثل هذه القضية المشبوهة ولكن المبهج والسار بنفس الوقت هو تفاعل بعض الجمهور الرياضي الذي كنت ومازلت أراهن على ثقافته ووعيه وقد اكتشفت من خلال تفاعله بعد طرح هذه القضية الخطيرة أن همه وحرصه على رياضة نزيهة ونظيفة وشريفة يفوق بكل أسف بعض مسيرين الرياضة السعودية الذين يبدو أنهم لم يستوعبوا خطورة الانفلات المالي المشبوه إذا تمادى رؤوسا الأندية في التحايل على الأنظمة والقوانين عن طريق استلام (أموال) بحجة طلب حكام أجانب كما حصل بين ناديي الشعلة والنصر!!.. عموماً تمرير قضية استلام رئيس نادي الشعلة من عضو شرف نصراوي تحت غطاء طلب حكام أجانب هو بكل صراحة محاربة النزاهة في رياضة كرة القدم السعودية وتشجيع على المزيد من التعاملات المالية المشبوهة وخرق واختراق صريح لنزاهة وعدالة كرة القدم بل انه بداية تفشي الفساد في الرياضة السعودية إذ استمر ضعف الاتحاد السعودي لكرة القدم وتواصل صمت الرئاسة العامة لرعاية الشباب تجاه قضية مالية خطيرة قد تؤدي إلى تعليق عضوية الاتحاد السعودي لكرة القدم في الفيفا!!. نقاط سريعة ** كان الأمر السامي بإنشاء «الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد» واضحا وصريحا بأن من مهامها واختصاصها متابعة أوجه الفساد الإداري والمالي في كافة القطاعات الحكومية ولا يستثنى من ذلك (كائناً من كان).. رسالة مع التحية إلى الرئاسة العامة لرعاية الشباب والاتحاد السعودي لكرة القدم!!. ** المكانة الاجتماعية معناها الحقيقي احترام القوانين والمحافظة على حقوق الآخرين وليس الاستمرار في تحدي الأنظمة واللوائح والمجاهرة بانتهاك القرار الذي اقره الاتحاد السعودي بتحديد (5) حكام أجانب لكل فريق!!. ** لا تنتظروا من النقاد والجمهور الرياضي المزيد من التعاطف والتعاطي الايجابي مع أداء ونتائج المنتخب الوطني وفي الأساس الاتحاد السعودي لم يعيره أدنى اهتمام خاصة بعد تعيين الدكتور عبدالرزاق أبو داود مشرفاً عاماً على المنتخب وهو الرجل المتخم والمثقل بمناصب عديدة يصعب عليه أن يوفق بينها مهما امتلك من قدرات إدارية خارقة!!. ** وبالمناسبة وبعيداً عن (تخمة) مناصب الدكتور عبدالرزاق أبو داود وبعيداً عن تعصب علي حمدان واختياره الخاطئ لعضوية لجنة توثيق البطولات الأندية أزعم أن الاتحاد السعودي لم يقرر تشكيل لجنة توثيق بطولات إلا لإشغال الوسط الرياضي عن أداء وعمل اتحاد القدم السيئ منذ انتخابه وعدم استطاعة رئيسه الأستاذ أحمد عيد على انتشاله من حاله وواقعه المزري!!. ** خسارة الهلال من الشباب في دوري عبداللطيف جميل يفترض أنها لقاح البطولة الآسيوية وتعويض لجمهور الهلال العريض الذي حضر لمساندة اللاعبين وتوديع الفريق في ليلة مغادرته إلى سيدني الأسترالية!!. ** كل رجائي ودعواتي بالتوفيق للبعثة الهلالية وهي في طريقها إلى سيدني الاسترالية والعودة بنتيجة ايجابية لأرض الوطن تساهم في تحقيق البطولة الآسيوية على الطريقة الهلالية المبهرة.