صُدمت كما صدم الكثيرون من حادثة سقوط أحد المواطنين في فوهة أحد مواقع الصرف الصحي في أحد مولات شارع التحلية بجدة، صدمت من الإهمال والفساد المتكرر وعدم مراعاة بعض العمال أن بعض الأخطاء الصغيرة تقود إلى مصائب لا تحمد عقباها. هذه الحادثة ذكرتني بما حدث معي شخصيا قبل سبعة اشهر من الآن، حينما قمت بالإبلاغ عن إحدى فتحات الصرف الصحي بمحافظة جدة وتحديدا في أحد الشوارع المتفرعة من شارع التحلية ذاته، فقد كنت متوقفا بسيارتي أمام أحد المحال التجارية وإذا بي ألحظ فتحة للصرف الصحي أمامي مكسورة الغطاء ومغطاة ببعض الأخشاب وتشكل خطرا على المارة، كونها في نهاية الطريق وما بعدها كان عبارة عن مدخل محطة بنزين، فشكلت مصيدة للأطفال وللمارة ككل. قمت حينها بالاتصال على أمانة جدة وادخلت بياناتي كاملة حسب طلب الجهاز الذي حولني على أحد موظفي الأمانة الذي سألني عن نوع الغطاء هل مستدير أم على شكل مربع!! وحينما تحققت أخبرته انه دائري وسط إطار مستطيل، فقال هذا من اختصاص شركة المياه الوطنية فبحثت عن رقم شركة المياه الوطنية ووجدت رقما عاما وليس مخصصا للبلاغات ولكن بداخله قسم البلاغات والشكاوى، فتحدثت مع الموظف الذي تسلم شكواي وقال لي سيتم الاتصال بك. بعدها بيومين اتصل بي موظف من دولة عربية وكان يستشيط غضبا ولم يلق علي السلام وقال لي بصوت غاضب (أنت اتصلت تشتكي على الشركة) قلت نعم، وأخبرته بالوضع ومدى خطورة الغطاء المفتوح وأعطيته العنوان، وقد كان يحاول التهرب لكنني أوصلته إلى العنوان والى المكان الصحيح بعد معاناة معه، وحينما رآه قال: هذا ليس لنا، فقلت له: من المسؤول إذاً ؟ فقال هذه ملكية خاصة لا دخل لنا فيها فقلت له: لم لا توجهون له إنذارا أو غرامة فهذه أرواح ناس، فقال لي وهو ما زال يستشيط غضبا: (كلم الشركة) عدت وتواصلت مع شركة المياه الوطنية مرة أخرى وعدوني بإرسال مندوب آخر. قمت بعد عدة اشهر بتفقد المكان واتفاجا أنها لازالت كما هي ولم يتغير أي شيء. يا سادة: سيظل الإهمال يتغلغل في هذا البلد وينخر في جسده ما لم تكن هناك جهود حقيقة وعقوبات صارمة وقاسية (لا ترحم أحدا) حتى يتم اجتثاثه.