يحظى ذوو الاحتياجات الخاصة عامة وذوو الإعاقة على وجه الخصوص بكل العناية والرعاية والاهتمام والدعم غير المحدود من لدن قيادتنا الحكيمة منذ تأسيس هذا الكيان العظيم على يد الملك الموحد، الرائد المجدد، الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن - طيب الله ثراه - حتى عهدنا الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - يحفظه الله. وفي هذا الإطار تشهد المملكة العربية السعودية عملاً دائماً، ونشاطاً مستمراً، وحركة دؤوباً في سبيل الارتقاء بمستوى كم ونوع البرامج والخدمات المقدمة لذوي الإعاقة. وقد تجسد هذا في تبنيها العديد من المؤتمرات والندوات والملتقيات العلمية التي تعنى بقضايا الإعاقة والأشخاص ذوي الإعاقة؛ إذ زاد عدد هذه الفعاليات على (100) فعالية خلال الخمسين سنة الماضية، ويأتي على رأسها جميعاً سلسلة المؤتمرات الدولية التي بدأتها جمعية الأطفال المعوقين بمؤتمرها الأول الذي انعقد في الفترة من 13-16-5-1413ه، الموافق 7 - 10-11-1992م، ثم تلاه المؤتمر الثاني الذي نظمته الجمعية بالتعاون مع مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة في الفترة من 26 - 29-7-1421ه، الموافق 23-26-10-2000 م، فالمؤتمر الثالث الذي نظمه مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة ومؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية وجمعية الأطفال المعوقين، في الفترة من 25 - 29-3-1430ه، الموافق 22 - 26-3-2009م، وها نحن الآن بصدد المؤتمر الرابع الذي يعد - بحق - أكبر المؤتمرات وأهمها في مجال الإعاقة بالمملكة العربية السعودية. وتكمن أهمية هذا المؤتمر في العوامل الرئيسة الآتية: أولاً: إن هذا المؤتمر يحظى كغيره من المؤتمرات بالاهتمام على أعلى المستويات؛ فهو ينال شرف الرعاية الكريمة والدعم التام من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، ملك الخير والعطاء والنماء، رجل المهمات، صاحب المبادرات، صانع الإنجازات، قائد الإصلاحات على المستويات كافة، كما أنه - نيابة عن خادم الحرمين الشريفين - يتشرف المؤتمر بافتتاحه من قِبل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع المؤسس والرئيس الأعلى لمركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، صاحب جائزة الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، الأمير الإنسان الذي ضرب أروع الأمثال في بناء المشروعات الإنسانية الكبيرة، والأعمال الخيرية الكثيرة، واقترن اسمه - يحفظه الله - بأسمى معاني البذل والعطاء والسخاء، وتجسدت في شخصه الكريم أنبل سجايا الوفاء والإخلاص والإيثار والتفاني في سبيل خدمة دينه، ثم مليكه ووطنه ومواطنيه. ثانياً: يتفرد هذا المؤتمر بتزامنه مع تسليم جائزة الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة؛ إذ يتشرف الفائزون والفائزات بتسلم جوائزهم من يد صاحب الجائزة، وهم المتحدثون الرئيسيون في فعاليات المؤتمر. وتهدف جائزة الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة إلى الارتقاء بمستوى البحث العلمي في مجالات الإعاقة المختلفة على الأصعدة المحلية والإقليمية والعالمية كافة، وهي تقوم على أساس فلسفي مؤداه أن البحث العلمي هو أهم الوسائل التي يمكن توظيفها للتصدي للإعاقة، سواء بالوقاية منها أو التخفيف من آثارها. والجائزة تمنح في فروع الإعاقة الرئيسة الثلاثة الآتية: 1. فرع العلوم الصحية والطبية. 2. فرع العلوم التربوية والتعليمية. 3. فرع العلوم التأهيلية والاجتماعية. وهي تخضع لأعلى مستويات التحكيم العلمي العالمية؛ إذ تمر بثلاث مراحل: مرحلة الفرز الأولي، ومن خلالها يتم استبعاد الإنتاج العلمي الذي لا تنطبق عليه شروط الجائزة بموجب المؤشرات الكمية حسب لائحتها التنظيمية، ثم تأتي مرحلة التحكيم العلمي، حيث يتم إرسال الإنتاج العلمي لأفضل ثلاثة مرشحين في كل فرع من فروع الجائزة إلى محكمين عالميين، يتم انتقاؤهم بعناية فائقة، وبعد ذلك تخضع تقاريرهم إلى دراسة مستفيضة من قِبل لجنة الاختيار الدولية، وهي مكونة من رئيس وأعضاء لجنة الجائزة، إضافة إلى عدد من الخبراء العالميين. وقد فاز بالجائزة في دورتها الأولى للعام 1435 ه/ 2014 م فرع العلوم الصحية والطبية سعادة البروفيسور فوزان بن سامي الكريع، وهو يعمل عالماً بارزاً وباحثاً متميزاً في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث. أما في فرع العلوم التربوية والتعليمة فقد فاز بها الزوجان آن ترنمبل ورثرفورد ترنمبل، وهما المؤسسان والمديران المشاركان بمركز بيتش للإعاقة بجامعة كنساس في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وفي فرع العلوم التأهيلية والاجتماعية فاز كل من سعادة البروفيسور هيو هر، وهو يعمل أستاذاً متميزاً بمعهد ماسيتيوتش للتكنولوجيا في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وسعادة البروفيسورة مارجريت ستاينمان، وهي تعمل أستاذاً متميزاً بجامعة بنسلفانيا في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وبتأمل هذه الأسماء التي تمثل نخبة النخبة في مجالات اختصاصاتهم، يتضح أن الجائزة - منذ بدايتها الأولى - وهي تعد مؤشراً للأداء، ومعياراً للإنجاز، ومقياساً للتميز في مجالات أبحاث الإعاقة على الأصعدة كافة المحلية والإقليمية والعالمية. ففوز سعادة البروفيسور فوزان الكريع بهذه الجائزة في فرع العلوم الصحية والطبية يدل دلالة أكيدة على مدى التقدم والرقي الذي بلغته المملكة العربية السعودية في مجال العلوم الصحية والطبية المعنية بأبحاث الإعاقة، وفوز العلماء المتميزين الأربعة في الولاياتالمتحدةالأمريكية بالجائزة يظهر المكانة العلمية الرفيعة التي تتفرد بها الولاياتالمتحدةالأمريكية في مجالي التربية الخاصة والتأهيل، كما يوضح أننا في العالم العربي ما زلنا في حاجة ماسة إلى دعم البحث العلمي في مجال الإعاقة، وتوفير البيئات العلمية التي تمكن العلماء والباحثين العرب من المنافسة العالمية في هذين المجالين وصولاً إلى تقديم أفضل الخدمات والبرامج والنشاطات التي تثري حياة الأشخاص ذوي الإعاقة، وترقى بمستوى أدائهم المجتمعي. ثالثاً: لقد تم التخطيط لهذا المؤتمر بوقت كافٍ جداً، وتم الإعداد له بإتقان، وسيتم تنفيذه - إن شاء الله تعالى - بإحكام تام.. ويكفي أن تعلم أيها القارئ العزيز أن مهندسه ورئيسه والمشرف العام على فعالياته هو صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس مجلس أمناء مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، الذي نذر نفسه ووقته وجهده في سبيل إخراج هذا المؤتمر بالصورة التي تليق بمكانة المملكة. رابعاً: يعتمد هذا المؤتمر في تنظيمه على التاءات الخمس، وهي (التنسيق، التعاون، التواصل، التفاعل والتكامل)، وينظمه مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة بالتعاون مع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، ومستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، ومؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية, وجمعية الأطفال المعوقين، بمشاركة وزارة الشؤون الاجتماعية، ووزارة التربية والتعليم، ووزارة الصحة، ووزارة التعليم العالي، وجامعة الملك سعود. خامساً: يتصدى هذا المؤتمر لأكثر الموضوعات أهمية، وأكبر القضايا إلحاحاً، فموضوعه الرئيس هو (الأبحاث العلمية في مجال الإعاقة من النظرية إلى التطبيق). وقد رأى القائمون على هذا المؤتمر أن يتسع بمحاوره ليشمل المجالات الصحية والطبية، والتربوية والتعليمية، والاجتماعية والنفسية، والتشريعات والحقوق والواجبات، والمواثيق والاتفاقيات ذات العلاقة بالإعاقة، ويستهدف الإعاقات كافة على اختلاف فئاتها العمرية. سادساً: تلقت اللجنة العلمية للمؤتمر كماً هائلاً من الأبحاث والدراسات وأوراق وورش العمل، تجاوز عددها (270) عملاً مقدمة من أكثر من (24) دولة؛ الأمر الذي مكّن اللجنة من تطبيق معاييرها العلمية الدقيقة في انتقاء أفضل هذه الأعمال، وبلغ عدد الأعمال المقبولة (107) أعمال، وهي جميعاً تتسم بالأصالة والجدة والتمييز والإبداع، وتأخذ بالمنحى التطبيقي، وتتمتع بالصدق الاجتماعي، وتنسجم مع أهداف المؤتمر، وتغطي محاوره ومجالاته كافة. ولم يتوقف المؤتمر عند هذا الحد، بل استكتب صفوة العلماء والباحثين والأكاديميين والخبراء والممارسين من أنحاء المعمورة كافة؛ كي يثروا المادة العلمية للمؤتمر، ويرقوا بمستوى أطروحاته ومناقشته ومداخلاته ومداولاته بما يضمن الفائدة القصوى للمستفيدين منه. سابعاً: انطلاقاً من قناعة القائمين على المؤتمر بأهمية الرصيد التراكمي من التجارب والخبرات والإنجازات التي تحققت للمملكة في مجال الإعاقة، فقد حرصوا على تزويد المشاركين في المؤتمر ببعض المطبوعات بغرض توعيتهم وتثقيفهم وتعريفهم بأهم البرامج والخدمات والنشاطات المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة في بلادنا الحبيبة. ثامناً: يصاحب المؤتمر معرض ضخم، يضم أحدث ما توصل إليه عقل الإنسان في مجالات الإبداع والابتكار ذات العلاقة بالإعاقة، ويتم عرض أهم الأجهزة والبرامج الحاسوبية، والوسائل التعليمية، والتجهيزات الطبية، والمستلزمات التأهيلية، والأدوات التعويضية، والمعدات الترويحية والترفيهية، إضافة إلى التعريف بأبرز أوعية النشر العلمي المختلفة. وأخيراً وليس آخراً.. يشرفني أن أؤكد الدعوة الكريمة التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز عبر وسائل الإعلام المختلفة حاثاً فيها الأشخاص ذوي الإعاقة، وأولياء أمورهم، والعاملين معهم، والمعنيين بقضاياهم، والمهتمين بشؤونهم على الحضور والمشاركة في هذا المؤتمر. وفي الختام.. أدعو الله - سبحانه وتعالى - أن يحفظ وطننا الغالي، ويحفظ عليه أمنه واستقراره، ويحفظ له قيادته الحكيمة الواعية الرشيدة؛ كي تواصل مسيرة الخير والعطاء والنماء. يحظى ذوو الاحتياجات الخاصة عامة وذوو الإعاقة على وجه الخصوص بكل العناية والرعاية والاهتمام والدعم غير المحدود من لدن قيادتنا الحكيمة منذ تأسيس هذا الكيان العظيم على يد الملك الموحد، الرائد المجدد، الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن - طيب الله ثراه - حتى عهدنا الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - يحفظه الله. وفي هذا الإطار تشهد المملكة العربية السعودية عملاً دائماً، ونشاطاً مستمراً، وحركة دؤوباً في سبيل الارتقاء بمستوى كم ونوع البرامج والخدمات المقدمة لذوي الإعاقة. وقد تجسد هذا في تبنيها العديد من المؤتمرات والندوات والملتقيات العلمية التي تعنى بقضايا الإعاقة والأشخاص ذوي الإعاقة؛ إذ زاد عدد هذه الفعاليات على (100) فعالية خلال الخمسين سنة الماضية، ويأتي على رأسها جميعاً سلسلة المؤتمرات الدولية التي بدأتها جمعية الأطفال المعوقين بمؤتمرها الأول الذي انعقد في الفترة من 13-16-5-1413ه، الموافق 7 - 10-11-1992م، ثم تلاه المؤتمر الثاني الذي نظمته الجمعية بالتعاون مع مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة في الفترة من 26 - 29-7-1421ه، الموافق 23-26-10-2000 م، فالمؤتمر الثالث الذي نظمه مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة ومؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية وجمعية الأطفال المعوقين، في الفترة من 25 - 29-3-1430ه، الموافق 22 - 26-3-2009م، وها نحن الآن بصدد المؤتمر الرابع الذي يعد - بحق - أكبر المؤتمرات وأهمها في مجال الإعاقة بالمملكة العربية السعودية. وتكمن أهمية هذا المؤتمر في العوامل الرئيسة الآتية: أولاً: إن هذا المؤتمر يحظى كغيره من المؤتمرات بالاهتمام على أعلى المستويات؛ فهو ينال شرف الرعاية الكريمة والدعم التام من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، ملك الخير والعطاء والنماء، رجل المهمات، صاحب المبادرات، صانع الإنجازات، قائد الإصلاحات على المستويات كافة، كما أنه - نيابة عن خادم الحرمين الشريفين - يتشرف المؤتمر بافتتاحه من قِبل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع المؤسس والرئيس الأعلى لمركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، صاحب جائزة الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، الأمير الإنسان الذي ضرب أروع الأمثال في بناء المشروعات الإنسانية الكبيرة، والأعمال الخيرية الكثيرة، واقترن اسمه - يحفظه الله - بأسمى معاني البذل والعطاء والسخاء، وتجسدت في شخصه الكريم أنبل سجايا الوفاء والإخلاص والإيثار والتفاني في سبيل خدمة دينه، ثم مليكه ووطنه ومواطنيه. ثانياً: يتفرد هذا المؤتمر بتزامنه مع تسليم جائزة الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة؛ إذ يتشرف الفائزون والفائزات بتسلم جوائزهم من يد صاحب الجائزة، وهم المتحدثون الرئيسيون في فعاليات المؤتمر. وتهدف جائزة الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة إلى الارتقاء بمستوى البحث العلمي في مجالات الإعاقة المختلفة على الأصعدة المحلية والإقليمية والعالمية كافة، وهي تقوم على أساس فلسفي مؤداه أن البحث العلمي هو أهم الوسائل التي يمكن توظيفها للتصدي للإعاقة، سواء بالوقاية منها أو التخفيف من آثارها. والجائزة تمنح في فروع الإعاقة الرئيسة الثلاثة الآتية: 1. فرع العلوم الصحية والطبية. 2. فرع العلوم التربوية والتعليمية. 3. فرع العلوم التأهيلية والاجتماعية. وهي تخضع لأعلى مستويات التحكيم العلمي العالمية؛ إذ تمر بثلاث مراحل: مرحلة الفرز الأولي، ومن خلالها يتم استبعاد الإنتاج العلمي الذي لا تنطبق عليه شروط الجائزة بموجب المؤشرات الكمية حسب لائحتها التنظيمية، ثم تأتي مرحلة التحكيم العلمي، حيث يتم إرسال الإنتاج العلمي لأفضل ثلاثة مرشحين في كل فرع من فروع الجائزة إلى محكمين عالميين، يتم انتقاؤهم بعناية فائقة، وبعد ذلك تخضع تقاريرهم إلى دراسة مستفيضة من قِبل لجنة الاختيار الدولية، وهي مكونة من رئيس وأعضاء لجنة الجائزة، إضافة إلى عدد من الخبراء العالميين. وقد فاز بالجائزة في دورتها الأولى للعام 1435 ه/ 2014 م فرع العلوم الصحية والطبية سعادة البروفيسور فوزان بن سامي الكريع، وهو يعمل عالماً بارزاً وباحثاً متميزاً في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث. أما في فرع العلوم التربوية والتعليمة فقد فاز بها الزوجان آن ترنمبل ورثرفورد ترنمبل، وهما المؤسسان والمديران المشاركان بمركز بيتش للإعاقة بجامعة كنساس في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وفي فرع العلوم التأهيلية والاجتماعية فاز كل من سعادة البروفيسور هيو هر، وهو يعمل أستاذاً متميزاً بمعهد ماسيتيوتش للتكنولوجيا في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وسعادة البروفيسورة مارجريت ستاينمان، وهي تعمل أستاذاً متميزاً بجامعة بنسلفانيا في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وبتأمل هذه الأسماء التي تمثل نخبة النخبة في مجالات اختصاصاتهم، يتضح أن الجائزة - منذ بدايتها الأولى - وهي تعد مؤشراً للأداء، ومعياراً للإنجاز، ومقياساً للتميز في مجالات أبحاث الإعاقة على الأصعدة كافة المحلية والإقليمية والعالمية. ففوز سعادة البروفيسور فوزان الكريع بهذه الجائزة في فرع العلوم الصحية والطبية يدل دلالة أكيدة على مدى التقدم والرقي الذي بلغته المملكة العربية السعودية في مجال العلوم الصحية والطبية المعنية بأبحاث الإعاقة، وفوز العلماء المتميزين الأربعة في الولاياتالمتحدةالأمريكية بالجائزة يظهر المكانة العلمية الرفيعة التي تتفرد بها الولاياتالمتحدةالأمريكية في مجالي التربية الخاصة والتأهيل، كما يوضح أننا في العالم العربي ما زلنا في حاجة ماسة إلى دعم البحث العلمي في مجال الإعاقة، وتوفير البيئات العلمية التي تمكن العلماء والباحثين العرب من المنافسة العالمية في هذين المجالين وصولاً إلى تقديم أفضل الخدمات والبرامج والنشاطات التي تثري حياة الأشخاص ذوي الإعاقة، وترقى بمستوى أدائهم المجتمعي. ثالثاً: لقد تم التخطيط لهذا المؤتمر بوقت كافٍ جداً، وتم الإعداد له بإتقان، وسيتم تنفيذه - إن شاء الله تعالى - بإحكام تام.. ويكفي أن تعلم أيها القارئ العزيز أن مهندسه ورئيسه والمشرف العام على فعالياته هو صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس مجلس أمناء مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، الذي نذر نفسه ووقته وجهده في سبيل إخراج هذا المؤتمر بالصورة التي تليق بمكانة المملكة. رابعاً: يعتمد هذا المؤتمر في تنظيمه على التاءات الخمس، وهي (التنسيق، التعاون، التواصل، التفاعل والتكامل)، وينظمه مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة بالتعاون مع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، ومستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، ومؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية, وجمعية الأطفال المعوقين، بمشاركة وزارة الشؤون الاجتماعية، ووزارة التربية والتعليم، ووزارة الصحة، ووزارة التعليم العالي، وجامعة الملك سعود. خامساً: يتصدى هذا المؤتمر لأكثر الموضوعات أهمية، وأكبر القضايا إلحاحاً، فموضوعه الرئيس هو (الأبحاث العلمية في مجال الإعاقة من النظرية إلى التطبيق). وقد رأى القائمون على هذا المؤتمر أن يتسع بمحاوره ليشمل المجالات الصحية والطبية، والتربوية والتعليمية، والاجتماعية والنفسية، والتشريعات والحقوق والواجبات، والمواثيق والاتفاقيات ذات العلاقة بالإعاقة، ويستهدف الإعاقات كافة على اختلاف فئاتها العمرية. سادساً: تلقت اللجنة العلمية للمؤتمر كماً هائلاً من الأبحاث والدراسات وأوراق وورش العمل، تجاوز عددها (270) عملاً مقدمة من أكثر من (24) دولة؛ الأمر الذي مكّن اللجنة من تطبيق معاييرها العلمية الدقيقة في انتقاء أفضل هذه الأعمال، وبلغ عدد الأعمال المقبولة (107) أعمال، وهي جميعاً تتسم بالأصالة والجدة والتمييز والإبداع، وتأخذ بالمنحى التطبيقي، وتتمتع بالصدق الاجتماعي، وتنسجم مع أهداف المؤتمر، وتغطي محاوره ومجالاته كافة. ولم يتوقف المؤتمر عند هذا الحد، بل استكتب صفوة العلماء والباحثين والأكاديميين والخبراء والممارسين من أنحاء المعمورة كافة؛ كي يثروا المادة العلمية للمؤتمر، ويرقوا بمستوى أطروحاته ومناقشته ومداخلاته ومداولاته بما يضمن الفائدة القصوى للمستفيدين منه. سابعاً: انطلاقاً من قناعة القائمين على المؤتمر بأهمية الرصيد التراكمي من التجارب والخبرات والإنجازات التي تحققت للمملكة في مجال الإعاقة، فقد حرصوا على تزويد المشاركين في المؤتمر ببعض المطبوعات بغرض توعيتهم وتثقيفهم وتعريفهم بأهم البرامج والخدمات والنشاطات المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة في بلادنا الحبيبة. ثامناً: يصاحب المؤتمر معرض ضخم، يضم أحدث ما توصل إليه عقل الإنسان في مجالات الإبداع والابتكار ذات العلاقة بالإعاقة، ويتم عرض أهم الأجهزة والبرامج الحاسوبية، والوسائل التعليمية، والتجهيزات الطبية، والمستلزمات التأهيلية، والأدوات التعويضية، والمعدات الترويحية والترفيهية، إضافة إلى التعريف بأبرز أوعية النشر العلمي المختلفة. وأخيراً وليس آخراً.. يشرفني أن أؤكد الدعوة الكريمة التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز عبر وسائل الإعلام المختلفة حاثاً فيها الأشخاص ذوي الإعاقة، وأولياء أمورهم، والعاملين معهم، والمعنيين بقضاياهم، والمهتمين بشؤونهم على الحضور والمشاركة في هذا المؤتمر. وفي الختام.. أدعو الله - سبحانه وتعالى - أن يحفظ وطننا الغالي، ويحفظ عليه أمنه واستقراره، ويحفظ له قيادته الحكيمة الواعية الرشيدة؛ كي تواصل مسيرة الخير والعطاء والنماء.