قرأت ما كتبته الأخت (عروبة المنيف) في صحيفة الجزيرة الصادرة يوم الثلاثاء 13-12-1435ه تحت عنوان (السعوديون حطب داعش)، وكان حديثها عن الشباب السعوديين الذين غرر بهم والتحقوا بتنظيم داعش وشاركوا في العمليات الانتحارية... إلخ.. والمقال مع جودة عرضه وأسلوبه إلا أن لي عليه ملاحظتين: 1 - التعميم في العنوان، وهذا خطأ فاحش غفلت عنه الكاتبة، وقد يفهم منه أمر غير مراد، فلو كان العنوان (من الشباب من أصبح حطباً لداعش)، فالتعميم هنا لا يقبله العقل والحس السليم، والواقع ينافيه، إذ الأمر يقتصر على فئة قليلة جداً، لا تمثل الشعب السعودي الواعي العارف بما يجب عليه تجاه دينه ووطنه. 2 - الكاتبة كذلك عممت في بيان المتسبب في الزج بهؤلاء الشباب في هذا الاتجاه حين قالت (لقد غسلت أدمغة الداعشيين السعوديين منذ نعومة أظفارهم بدءاً من البيت والمدرسة وانتهاءً بالمسجد والنوادي الصيفية)، وهذا غير صحيح، وليس هذا هو السبب الرئيس في التحاق هؤلاء الشباب بتلك المنظمات، فلا يخفى ما لهذه الجهات من إيجابيات في التربية والتوجيه، وإن حصل تجاوز من البعض لا يتحمله الكل، فينبغي أن تكون العبارة دقيقة غير محتملة، حتى نظهر الوجه المشرق والجانب الإيجابي الذي هو الأشهر والأكثر ولا تكون سلبية واحدة سبباً في محو أهداف تلك الدور والجهات الرسمية التي من أجلها أنشئت، فالبيت والمدرسة والمساجد والنوادي الصيفية ومراكز الدعوة لم تنشأ من أجل غسل أدمغة الشباب السعودي؛ وإنما أنشئت لأهداف سامية تحقق الكثير منها والحمد لله، ولا تزال تؤدي دورها الإيجابي، ولا نبالغ في التقليل من شأنها بسبب هفوة أو زلة أو خطأ من بعض المنتسبين إليها، فمعلوم أن تلك الوسائل هي العوامل التي أسهمت في التربية والتعليم، فلا نضخم السلبيات ونتغافل عن الإيجابيات، فإن ذلك يورث الفشل والفتور والكسل عن العمل. أرجو أن تكون الصورة واضحة من خلال هذه الملاحظة للكاتبة ولغيرها ممن يستعمل أسلوب التعميم من أجل أن يعرض مشكلة أو يتحدث عن سلبية، فالأخطاء والسلبيات وإن وجدت لكن الصواب والإيجابيات أكثر وأكثر والواقع يشهد لذلك. وفق الله الجميع للحق والصواب.