قبل قرون، وعقود ليست بالبعيدة، كان بعض الحجاج من المثقفين ومن أصحاب الاهتمامات العلمية، يوثقون رحلاتهم للحج من ديارهم إلى مكةالمكرمة، وبقدر سعادتهم برحلة الحج الركن العظيم من أركان الإسلام، إلا أنّ طريق الرحلة لم يكن مفروشاً بالورود، فكما أن الكثير منهم يصل إلى الديار المقدسة، فهناك وللأسف من يتعرض لقطّاع الطريق أثناء رحلته، ومنهم من تداهمه الأمراض فيموت أو يتوقف عن المسير لإكمال الحج إلى الديار المقدسة، وقد يكون بعضهم قريباً من المشاعر، لكن إرادة الله لم تكتب لهم الحج. المطالع في كتب رحلات الحج يجد أنها وثّقت شيئاً ليس باليسير من المواقف الصعبة التي يمر بها الحجاج، وتستحق أن توثق وتسجل لتكون درساً لكل الأجيال الذين يعيشون الفرق الهائل بين رحلة الحج في السابق والرحلة نفسها في اللاحق. وإن كان كثير من المسلمين ينظرون لهذه الدروس بصفة الفائدة والعبرة، فالواجب أن ينظر لها أبناء المملكة العربية السعودية بنظرة مضاعفة عن الآخرين كون جزء كبير من هذه الرحلة يتم عبر أراضيهم وفي وطنهم ليعرفوا كيف كنا وكيف أصبحنا بفضل الله. رحلة الحج نعرف من خلالها حجم الأمن والأمان في السابق، وكيف نعيشه اليوم بفضل الله.