بحضور الهلال يكتمل الجمال ويكثر الجدال، ففريق عاشق لحد الثمالة يَرَى فيه قمة الخيال والآمال، وفريق آخر يقف في آخر الصف ينظر بحسرة ويرى فيه فرحه قمة الآلام ويرى في سقوطه كمال الأفراح. سطع زعيم القارة في سماء العين ليكتمل بدرًا في نهائي القارة الصفراء التي يتزعمها أزرق اسمه (الهلال).. زعامة القارة لا بد أن تعود ولا بد للكأس أن ترتمي في أحضان الهلال، فمهما طال الغياب فحتمًا ستعود بإذن الله، فهوعرَّابها وهو كبير أنديتها.. لغة البطولات عشق تشربه الهلال، وحكاية الآسيوية لا يعرف أسرارها سوى زعيم القارة فكان سيدًا لكل الألقاب بمختلف أنواعها، وحتى بغيابه لا يجرؤ أحد على الاقتراب من ألقابه. مساء العين كان الزعيم الهلالي مدركًا بأن البطولة قد اقتربت فتأهل وبجداره ليقول للقارة أنا هنا.. ألقاب ستة تنوعت وتوزعت بين بطولات ثلاث نصبت الهلال زعيمًا للقارة بلا جدال.. في النهائيات يقف الهلال رقمًا صعبًا بين أندية القارة كلّّها بوصوله للنهائي رقم 9 في مختلف المسابقات الآسيوية، والنهائي الرابع له في هذه البطولة، فالزعامة لم تأت من خلال مكتب وتصويت أو فزعات وترشيح، بل جاءت من أرض الملعب، فالتاريخ الهلالي مع بطولات القارة بدأ بخسارة بشرف عندما (اُرغِم) على خوض النهائي من دون لاعبيه الدوليين التسعة في العام 1988!! وعندها انسحب من النهائي وحل وصيفًا ليوميري الياباني.. وكان الزعيم قد حل أيْضًا وصيفًا في البطولة التي سبقتها 1987 التي أقيمت بنظام المجموعات.. الهلال وآسيا قصة بدأت وما زالت تسري في شرايين التوأمة بينهما، فحضور الهلال مهيب بحجم القارة الصفراء التي أخضعها الأزرق تحت سطوته مرغمة قانعة خاضعة، فكان مخطط الزعامة قد بدأ في العام 1992 عندما توّجت آسيا زعامتها للهلال ليفرض الزعيم الهلالي سيطرته على القارة محققًا خلال 10 أعوام نال خلالها 6 ألقاب آسيوية. في العام 1997 حقق الزعيم الآسيوي لقبين بتحقيقه للقب كأس الكؤوس الآسيوية والسوبر الآسيوي. عاد بعدها بعامين وتحديدًا في عام 2000 ليتوشح بلقبين آخرين عندما حقق بطولة أبطال الدوري الآسيوي والسوبر الآسيوي مرة أخرى. في 2002 حقق الهلال آخر ألقابه الآسيوية عندما أعلن عن تزعمه للقارة الآسيوية بتحقيقه لبطولة كأس الكؤوس الآسيوية. ستة ألقاب يقف بها الهلال على عرش القارة الصفراء، وكان لا بد له أن يعود مجدَّدًا لواجهات النهائيات ليبدأ حملته لاستعادة مجده الآسيوي وليوسع الفارق مع بقية منافسيه الذين عجزوا عن مجاراة أرقامه الصعبة. بتأهله لنهائي القارة يكون الهلال أكثر الفرق الآسيوية حضورًا في منافستها والأكثر وصولاً للنهائي، ففرض الزعيم نفسه في نهائيات القارة للمرة التاسعة، وينتظر بحول الله التتويج بلقبه السابع. الزعامة صعبة أن ترى غير الهلال اسمًا لائقًا فهو حامل الرقم القياسي في عدد النهائيات المتتالية بلا خسارة عندما لعب ستة نهائيات آسيوية متتالية أعوام (1992، 1997 نهائيين، 2000، 2002 نهائيين) لم يخسر خلالها وهذا أحد أسرار الزعامة الزرقاء. ومن تاريخ الزعامة أن الفريق الهلالي لم يخسر سوى نهائي آسيوي واحد فقط من أرض الملعب وبركلات الترجيح عندما خسر أمام سامسونج الكوري. فاز الهلال وتأهل وفرح الوطن وانتشى وبقي ثلة متعصبة وللوعي فاقدة وللتعصب مغذية، ثلة نفثت سمومها في أجواء الوطن لأنَّه الهلال، لأنَّه سيد الكمال الجمال، لأنَّه يكرهون المنجزات. ونحن نرى الهلال يشرف الوطن لاستعادة اللقب المفقود نجد أن هذه الثلة المحسوبة تتوشح شعار (اللا وطنيَّة) وتنتظر سقوط الهلال وتفرح به، فأدمى هؤلاء مسامعنا بقيء كلامهم، ووحل تعصبهم، ولكن بحول الله سيسقط هؤلاء في مستنقعهم العفن بعودة العرش الآسيوي مجددًا، فقد اقترب المجد من عرينه، وبات على مرمى حجر، وأصبح أولئك على مرمى حجر آخر من معاودة مراجعة العيادات النفسية. نراهم وقد لفظهم الزمن على أعتاب الحقد والحسد وعراهم التاريخ وفضحهم، نراهم يزورون التاريخ ويدلسون على جماهيرهم لتخفيف وطأة تأهل الهلال للنهائي، فأخذ بعضهم في التقليل من حجم البطولة، وأخذ البعض الآخر يقلل من حجم الفرق المشاركة، ولا يعلم أولئك بأن الهلال قد أخرج اثنين من أبطال آسيا أولهما السد بطل 1991 و2011 والعين بطل 2003، بينما هم نجد أحدهم ما زال يسبح في أحلام المنافسة على بطولة آسيوية ولم يذق طعمها حتَّى الآن، فيما الآخر لم يسبق له أن حقق لقب هذه البطولة إطلاقًا بمسماها القديم أو الجديد. آسيا والهلال صنوان لا يفترقان، ارتباط وثيق وثقته المنجزات، كيف لا وهو الاسم الذي يتردَّد في كلِّ أصقاع القارة، فهو أكثر فريق شارك في البطولة، وهو الأكثر وصولاً للنهائيات وهو الأكثر تحقيقًا للألقاب.