يطيب لي أن أرفع باسمي ونيابة عن منسوبي الشركة السعودية للكهرباء التهاني إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد -حفظهم الله- بمناسبة اليوم الوطني للمملكة، والذي يأتي وقد حققت بلادنا إنجازات وقفزات متميزة في مختلف مجالات الحياة. وقد واكبت الشركة السعودية للكهرباء مسيرة التنمية الاقتصادية وحققت إنجازات عظيمة. فقد ارتفعت قدرات التوليد من 25 ميجاوات في عام 2000م إلى أكثر من 64 ألف ميجاوات حتى نهاية يوليو من العام الحالي (2014) بنسبة زيادة أكثر من 166 في المائة. كما أن أطوال خطوط نقل الكهرباء زادت من 29 ألف كيلومتر دائري إلى نحو 56 ألف كيلومتر دائري أي بزيادة قدرها 95 في المائة. وشهدت أطوال شبكات التوزيع وتوصيلات الطاقة الكهربائية قفزة مماثلة، إذ ارتفعت من 219 ألف كيلو متر دائري إلى 482 ألف كيلومتر دائري بزيادة 120 في المائة. وبلغت أعداد المشتركين حتى نهاية يوليو الماضي 7,4 مليون مشتركاً، مقارنة ب 3,5 مليون في عام 2000م. وأضحى المشتركون ينتشرون في نحو 13 ألف مدينة وقرية وتجمع سكاني. وواصلت الشركة مساعيها الرامية إلى تطوير وتنمية الموارد البشرية وزيادة كفاءتها وفعاليتها من خلال تبني البرامج المتخصصة لتطوير الموظفين وأثمرت جهودها في الوصول بمعدلات توطين الوظائف بنهاية يوليو 2014 إلى 86,67 في المائة. إن ما حققناه من إنجازات يأتي دعماً لكل الخطوات والبرامج التي نفذتها وتسعى لتنفيذها المملكة تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد حفظهم الله. إنه لمن حسن الطالع أن تمر هذه المناسبة الوطنية، وقد أطلقنا برنامجاً للتحول الاستراتيجي، يشتمل على ستة مرتكزات أساسية تهدف إلى تمكين الشركة من الانطلاق في منافسة مؤشرات أداء الشركات العالمية في مجال الطاقة من حيث التكاليف والموثوقية ومستوى الخدمات وبيئة العمل؛ كما أن هذا البرنامج سيحول تحديات النمو الكبير في الطلب على الطاقة الكهربائية إلى فرص استثمارية واعدة، وتوفير وظائف في تخصصات متعددة لشباب الوطن. كما أن الشركة تنفذ برامج ومشاريع لرفع كفاءة الأداء مع خفض تكاليف الإنتاج بتحويل محطات التوليد من الدورة البسيطة إلى الدورة المركبة مما سيسهم في توفير 200 مليون برميل من الوقود المكافئ سنوياً بعد إكمال وتنفيذ جميع خطط الشركة الحالية والمستقبلية حتى عام 2030م. وضمن هذه التوجهات ستنشئ الشركة محطة توليد كهرباء ضباء الخضراء في شمال غرب المملكة بقدرة توليد تصل إلى 550 ميجاوات. وهناك محطة توليد وعد الشمال في شمال المملكة بقدرة توليد تصل إلى 1050 ميجاوات. ويعمل هذان المشروعان بنظام دمج الطاقة الشمسية مع الدورة المركبة مما يعطي أفضل النتائج من حيث الكفاءة وقلة التكلفة والحفاظ على البيئة. وترتكز استراتيجية الشركة خلال السنوات العشر المقبلة في المضي قدماً لتنفيذ مشاريع تهدف لتقليل الاعتماد على موارد الدولة من خلال تبنيها لتوجهات وقيادتها لمبادرات واستحداثها لمشاريع وشراكات جديدة، تُعضد خطط الشركة وتوجهاتها في المحافظة على الطاقة وترشيد استخدامها وتوجيهها لزيادة نسبة القيمة المضافة على إنتاجنا من الصناعات الأساسية والتحويلية؛ فنحن نسعى لدعم كل الأنشطة المتصلة بمجالات الطاقة والتنمية والاقتصاد، ونضع مسؤوليتنا تجاه الاقتصاد السعودي وقضايا الطاقة في العالم في أعلى مراتب الاهتمام.