في سياق التآزر الواجب بين جميع المسلمين في أنحاء المعمورة أفراداً وجماعات علماء وعامة أتى بيان هيئة كبار العلماء في تحريم الإرهاب وتجريم القائمين عليه، وكشف براءة الإسلام مما نسبته إليه الجماعات المتطرفة من ممارسات بربرية همجية وحشية ظُلِّلت ضلالاً وكذباً وبهتاناً براية الإسلام. والإسلام وأهله وراياته النقية بريئون منهم ومن أفعالهم براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام. فما أبعد رايتهم العُميَّة اليوم عن تلك الرايات التي كانت تنطلق في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم محفوفة بوصايا الهدى والنور والرحمة والرفق: (ولا تقتلوا شيخاً فانياً ولا طفلاً ولا صغيراً ولا امرأة، ولا تغلوا» رواه أبو داود «ألا لا يقتل مدبر ولا يجهز على جريح ومن أغلق بابه فهو آمن «رواه ابن أبي شيبة» ولا تغدروا ولا تغلوا ولا تمثّلوا ولا تقتلوا وليدا «رواه أبو داود والترمذي» وأصلحوا وأحسنوا إن الله يحب المحسنين». رواه أبو داود. إنه لحري بهؤلاء الذين ينقضون المواثيق ويخفرون الذمم ويفسدون في الأرض بعد إصلاحها أن ينالوا نصيبهم من براءة رسول الله:» ومن خرج على أمتي يضرب برَّها وفاجرَها ولا يتحاشَ من مؤمنها، ولا يفي لذي عهدٍ عهده فليس مني ولست منه «. رواه مسلم. وعلى جميع المصلحين اليوم مربين ودعاة ووعاظاً ومفكرين، الاقتداء بهيئة كبار العلماء في إعلان البراءة ممن تبرأ منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، والإسهام الصادق الجاد في كشف أباطيل تلك الفرق والجماعات وتعريتها أمام النشء، وإظهار براءة الإسلام منها، وبذل الجهد للدفاع عن بلادنا المباركة بلاد الحرمين الشريفين من أن تمتد إليها يد العابثين، وذلك بالالتفاف حول ولاة أمرنا وعلمائنا، والدعوة بدعوة الإسلام الحقة وفق منهج السلف الصالح، والتفقه في الدين، والعمل وفق مقاصد الشريعة الإسلامية الغراء، ونبذ الفرقة والاختلاف والتحزب، والجماعات. والله نسأل أن يرد عنا كيد الكائدين ويحفظ بلادنا خاصة وجميع بلاد المسلمين من كل شر وسوء وفتنة.