حقيقة مؤلمة في مجتمعنا العربي.. نعشق المناصب ونتلذذ بالسيطرة وكأن الكرسي منحنا ملكية كل شيء حتى البشر!! نجد بعضهم ما إن يعين بمنصب عام أو خاص حتى تبدأ طقوس النقص لديه فجأة تأتي (الكشخة) فجأة يحمل الحقيبة ويلبس (البشت) بل ربما يتغير المشي وتثقل الخُطى وتتجمد الرقبة فليس هناك مايستحق الالتفات إليه! يظهر البرستيج فجأة بل يتغير الحديث وتكون الرسمية لغته مع الجميع ربما يصل الأمر حتى أصدقائه فينالهم جانب من تلك الشخصية، ولإيجاد مناخ من الهيبة والاستمتاع بأجواء الكرسي يضع سكرتيراً وتُغلق أبواب مكتبه وتُؤخرتوقيع معاملات! حقيقة بعضهم للأسف نعيشها وسط ثقافة معدومة للحقوق وسلبية ساعدت على وجود تلك النماذج بكثرة مما سبب للأسف في تأخر التطور في قطاعاتنا لأن بعض من يجلس على تلك الكراسي أشخاص لاتعني لهم المصلحة كثر مايعني لهم مغريات الكرسي ونفوذه! هضم حقوق ومنح حقوق لمن لا يستحق بحسب ما يراه سعادة المدير ويمليه عليه مزاجه اليوم.. فربما يُرضي جميع شجرة العائلة ويقف مزاجه عند مواطن حفيت قدماه وهو يتردد إلى مكتبه! إذاً عليك أيها المواطن أن تعاود المحاولة مرات ومرات لعلك في يوم تحظى بمزاج جيد لصاحب السعادة، عندما لا يعي المواطن حقوقه بالتأكيد سيكون هناك من يستغل هذا الأمر انتهكت حقوق بين الكواليس وبأدراج المكاتب انتهى فيها المشوار! إلى متى؟ إلى متى؟ لانعي أن الكرسي أمانة حُملنا مسؤوليتها لتسهيل أمور الناس وقضاء حوائجهم. هل جربت أيها المسؤول يوماً أن تحل محل المواطن وتعيش معاناته لعلك تستيقظ من فتنة هذا المنصب؟ مُنحت هذا الشرف لتطوير آليات عمل جديدة والتغيير من الأسوأ للأفضل لتمحو أخطاء من كانوا قبلك وتعاهد الله قبل كل شيء على هذا الشرف الذي تيسر لك. ثق أن الكرسي لم يدم يوماً لأحد ولكن هناك دعاء ستنال منه خيراً أو دعاء ستنال منه شراً ممن عطلت مصالحهم ممن هضمت حقوقهم ممن منحت غيرهم ماهو لهم. وأعلم أن لاشيء أجمل من قضاء حوائج الناس فهل هناك مطلب تتمناه غير أن تنال شرف حب ورضاء الله سبحانه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم أو يكشف عنه كربه أو يقضي عنه ديناً أو يطرد عنه جوعاً ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي أن أعتكف في هذا المسجد شهراً)). هو القوي الأمين من نحتاج ليكون المنصب تكليفاً وليس تشريفاً.