أعلنت كييف الجمعة عن مصادقة وشيكة للبرلمان على اتفاق الشراكة التاريخي مع الاتحاد الاوروبي الذي تتهمه روسيا بالعمل على تقويض عملية السلام في اوكرانيا اثر العقوبات التي فرضها عليها. وتأتي العقوبات التي ستعززها اجراءات مماثلة تتخذها واشنطن ايضا بعد اسبوع من توقيع هدنة بين كييف والمتمردين المقربين من روسيا في شرق اوكرانيا. وفي حين يتراجع التصعيد ميدانيا بشكل غير مسبوق خلال خمسة اشهر من النزاع، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان العقوبات الاوروبية تشكل «اساءة» لعملية السلام. واعلن الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو الذي انتخب في ايار/مايو الماضي لاكمال عملية انضمام بلاده الى الاتحاد الاوروبي، ان البرلمان سيصادق الثلاثاء على اتفاق الشراكة التاريخي مع الاتحاد الاوروبي. واعرب بوروشنكو الذي يحظى بتاييد الغرب الخميس عن امله في حصول بلاده على «وضع خاص» كحليف للولايات المتحدة غير عضو في حلف شمال الاطلسي اثناء زيارته الى الولاياتالمتحدة التي سيزورها في 18 الشهر الحالي. وقال «بعد بضعة ايام ساذهب الى الولاياتالمتحدة حيث سنعقد لقاء مهما جدا مع الكونغرس والرئيس الاميركي (...) نأمل ايضا (في الحصول) في مستقبل قريب على وضع خاص كحليف (للولايات المتحدة) غير عضو في الحلف الاطلسي». ويسمح هذا الوضع الخاص الذي تتمتع به استراليا واسرائيل ومصر وكوريا الجنوبية بتسليم بعض انواع الاسلحة وتبادل معلومات استخباراتية. في غضون ذلك، دخلت العقوبات الاوروبية الجديدة التي فرضت على موسكو وتهدف بصورة خاصة للحد من تمويل كبرى شركات الطاقة والدفاع والمصارف الروسية، حيز التنفيذ صباح الجمعة بنشرها في الجريدة الرسمية الاوروبية. وتنص العقوبات التي تستهدف شركات نفطية ودفاعية ومصارف روسية، على اضافة 24 شخصية روسية واوكرانية الى القائمة السوداء للاشخاص المتهمين بالضلوع في النزاع في اوكرانيا. واتهمت موسكو التي تراجع سعر عملتها الوطنية مقابل الدولار الولاياتالمتحدة باستغلال النزاع في اوكرانيا لمعاقبتها وقالت ان العقوبات «لا صلة لها بالواقع». ومساء الخميس وبعد اقفال السوق الروسية اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما فرض عقوبات جديدة على روسيا تشمل قطاعات المال والطاقة والدفاع، ردا على اعمال موسكو «غير الشرعية» في اوكرانيا. واعلن رئيس مجلس الدوما سيرغي نارشكين ان «النزاع الخطير في اوكرانيا ليس سوى ذريعة» يتخذها الغرب لمعاقبة روسيا. ونارشكين نفسه مشمول بلائحة سابقة للعقوبات الاوروبية. وقارن الازمة الحالية بين روسيا والاتحاد الاوروبي بالوضع عشية الحرب العالمية الاولى. واعلن الغربيون استعدادهم لرفع العقوبات «اذا احترمت روسيا تعهداتها بشكل كامل» في اوكرانيا وفقا لما اكده الرئيس الاميركي. وبعد عدة ايام من التردد، اقر الاتحاد الاوروبي العقوبات بعد اعتراف السلطات الاوكرانية الخميس ان المتمردين وسعوا سيطرتهم على الحدود الشرقية مع روسيا حتى بحر ازوف. من جهته، اعلن حلف شمال الاطلسي ان حوالى الف جندي روسي ما يزالون في شرق اوكرانيا في حين ينتشر عشرون الفا على طول الحدود. واكد ان روسيا «تواصل تقديم معدات عسكرية متطورة لللانفصاليين». وبادارته ظهره لموسكو، قال الرئيس الاوكراني ان المصادقة على هذا الاتفاق السياسي والتجاري سيكون «لحظة تاريخية» ستحدد مستقبل البلاد. ويثير توقيع الاتفاق غضب موسكو في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى تشكيل اتحاد جمركي لاعادة بسط نفوذه لدى الجمهوريات السوفياتية السابقة. وقال بوروشنكو «ان الشعب الاوكراني واجه احد اكثر الاختبارات صعوبة بالنسبة لحقه في ان يكون اوروبيا»، في اشارة الى الاشهر الخمسة من النزاع الذي ادى الى سقوط اكثر من 2700 قتيل ونزوح عشرات الاف الاشخاص. الى ذلك وصف الرئيس الاوكراني خسارة شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا بانها «مشكلة كبيرة»، لكنه وعد بان القرم ستعود الى احضان اوكرانيا. وقال في هذا الخصوص «ان القرم ستعود معنا وليس بالضرورة عبر الوسائل العسكرية». على الصعيد الانساني، اعلن برنامج الاغذية العالمي التابع للامم المتحدة انه اطلق الجمعة اول عملية مساعدات في اوكرانيا مؤكدا وصول اولى حصص الطعام الى دونتسك ولوغانسك معاقل التمرد في شرق البلاد.