بدأت وسائل الإعلام ومنها «الجزيرة» الاستعداد لليوم الوطني الذي سيحل علينا في 23 سبتمبر ونهنئ أنفسنا شعباً وقيادةً باليوم الوطني وذكرى بداية بناء مملكتنا الغالية أدام الله عزها وأمنها وقيادتها، وحيث إننا اعتدنا في كل عام أن يكون اليوم الوطني يوم إجازة رسميه للطلبة وموظفي قطاعات الدولة. ونلاحظ في هذا اليوم سنوياً اختلاف شعبنا في طرق احتفاله وقضائه لليوم الوطني فمنهم من يسافر للاحتفاء خارج الوطن أو داخلة ومنهم من يبقى في منزله يحتفل بطريقته الخاصة، ومنهم من يخرج مشاركاً في احتفالات الأماكن العامة التي وفرتها الدولة، ومن يخرج من منزله ذلك اليوم يردد «الله يهدي شبابنا» فكثيراً ما نسمع هذه الدعوة تتردد بين أطياف المجتمع قبيل هذا اليوم وخلاله، نظراً لكثرة الأحداث والقصص والروايات التي تخلفه وتنتشر المقاطع التي تحمل تصرفات فوضوية وغريبة لا تمت للاحتفال بصلة من قبل البعض، والذي من المفترض أن يكون يوم احتفال واحتفاء بالوطن وإنجازاته والتذكير بفتوحات الملك عبد العزيز ورفاقه - رحمهم الله جميعاً- وأن نمتن لله بفضلة لما وصلنا إليه اليوم من تطور وتنمية واقتصاد يشهد له وتشد له الرحال, لكنة وللأسف أفقد البعض هذا اليوم معناه والغاية منه فأصبحت بعض المظاهر السلبية عند البعض من سمات هذا اليوم مما أدى إلى إغلاق المجمعات التجارية وانتشار الدوريات الأمنية، فنجد الكثير يفضّل البقاء في منزله خوفاً على نفسه وأطفاله وسيارته نتيجة بعض سلوكيات الشباب مثل مزاحمتهم للمواطنين في الأماكن العامة مستعرضين بسياراتهم وقيادتهم المتهورة أو بمعاكستهم للعائلات والتعرض لهم والخروج من السيارات في وسط الطريق للرقص ومن خرج من منزلة ذلك اليوم شهد الزحام الشديد وإغلاق الطرق حتى يكاد يقضي الساعة والساعة والنصف في العودة لمنزله. مع أن الدولة - حفظها الله- لم تدخر جهداً مشكورة بوضع أماكن مخصصة للاحتفال في كل مدينه وسخرت لها كامل التجهيزات وكافة الاستعدادات، لكن تنقص البعض منا كثير من ثقافة الاحتفال الراقي والسلمي وتحقيق الهدف من جعله إجازة رسمية، وأن هذا اليوم كسائر الأيام باحترامنا للقوانين والأنظمة فيه وهو إجازة فقط من العمل والدراسة للاحتفال بذكرى بداية توحيد المملكة ولم شملها وليس إجازة من الأخلاق والآداب العامة ومن احترام الطريق ومَن فيه.