جلست في غرفة انتظار أحد المستشفيات أقلّب صفحات الجرائد.. صفحة تلو الأخرى، شدّني في تلك الصفحات كثرة (طلبات التوظيف).. وأعني بذلك تلك الشركات الخاصة التي تريد موظفين من (الجنسين) ب (مختلف المؤهلات) (وعدم الخبرة).. أخذني عقلي لوهلة لأولئك الفئة (الكثيرة) من الناس الذين يتّبعون مبدأ (إمّا وظيفة تسوى أو البيت أبرك!).. وما أكثرهم في مجتمعي القريب.. أعني في ذلك، ما العيب أن تبدأ براتب قليل ثم تتدرج في السلّم الوظيفي؟.. ونعلم أن الوظائف جيّدة الراتب تحتاج إلى خبرة.. فلماذا لا تبدأ من الصفر وتكتسب الخبرة من تلك الوظائف قليلة الراتب؟.. لماذا لا نتعلم من قول خير البريّة: (ما أكل أحدٌ طعاماً خير من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده - عليه الصلاة والسلام)؟.. أعلم جيّداً أنّ الحديث يحث على (حرفة اليد).. إلا أنّه يحث على (العمل) من باب أولى! وما لنا لا نتعلم هذا القول من عمر - رضي الله عنه -:(لا يقعد أحدكم عن طلب الرزق ويقول اللهم ارزقني فقد علمتم أن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة)، فما أسوأ أن تبلغ الخامسة والعشرين من عمرك وما زلت تطلب من والديك مالاً!.. وما أفضل من هذا إلا أن تتقاضى راتباً يسُدُّ حاجتك عن سؤال والديك وأقربائك ولو كان قليلاً.. فالقليل (يكثر) مع جهدك وصبرك وسؤال ربك.