الأنباء المتواترة عبر تغريدات لحسابات موثوقة في تويتر عن تدخل سمو وزير الداخلية في حادثة الاعتداء على المشجع من قِبل رجل الأمن ليلة مباراة الهلال والسد، وأمره بالتحقيق في ملابسات الحادثة، فإن ردة الفعل السريعة هذه، والمسؤولة تستوجب الإشادة والتقدير، ومقابلتها بفرح غامر منا كرياضيين، ومتابعين. قد تضطر إحدى وزارات الداخلية في العالم إلى تنفيذ مشروع حملة إعلامية ودعائية يكلفها مئات الألوف من الدولارات من أجل تحسين الصورة الذهنية النمطية لرجل الأمن، وتعزيز العلاقة بين رجل الأمن والمواطن والمقيم نحو توعية أمنية مهمة للمجتمع، ثم يرتكب أحد رجالاتها تصرفاً أرعن، أو أحمق.. مخيباً للآمال مع أحد المواطنين، وعلى رؤوس الأشهاد يتيح الفرصة من خلاله للمرجفين، أو المتربصين للإساءة إلى تلك الوزارة ورجالاتها وجهودها. إن ظاهرة اقتحام المشاغبين من الجماهير للملاعب هي ظاهرة عالمية تتعدد أشكالها، وأسبابها في مختلف الملاعب في العالم، وفي ملاعبنا تكرر المشهد غير مرة في مناسبات سابقة من جماهير الأندية الجماهيرية دون استثناء. الواجب عدم تهويل الأمور، وتحميلها أكثر مما تحتمل، فالمشجع أخطأ، وارتكب مخالفة يُعاقب عليها، ولكن رجل الأمن بضعف مهارته، وتأهيله، وثقافته عالج الخطأ بخطأ أكبر، والمشكلة أن الحادثة وقعت أمام الملأ، وتم توثيقها عبر الأجهزة الذكية، ونشرها في مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا الأمر كان يتطلب ردة فعل المسؤول الأمني الأول في البلد بالتحقيق، وللتأكيد على أن حقوق المواطن وكرامته محفوظة، وهنا يكمن سبب إشادتي بهكذا ردة فعل مسؤولة، وسريعة. بالمرور على ردود أفعال الرياضيين والزملاء الإعلاميين الأولية من خلال «تويتر»، فإن الردود جاءت عقلانية ومنطقية في التأكيد على خطأ المشجع، ورجل الأمن بتصرفه الأرعن، وقساوة ردة فعله المبالغ فيها، والتشديد على أن الحالة فردية، ويجب عدم تعميمها، الأمر الذي يقطع الطريق على المتربصين والمرجفين. إلا أن هذا لا يمنع من الإشارة إلى التعليق الخاطئ من رئيس اتحاد اليد الذي وصف رجل الأمن بوصفٍ لا يليق إطلاقاً، وكلي أمل في أن يعتذر عن تغريدته، أو يحذفها، بينما جاءت ردود فعل المتعصبين من المشجعين متوقعة بأن أقحموا انتماءاتهم في تعليقاتهم، وهذا يبرر عدم الالتفات لهم. هذه الحادثة تجعلني أطرح عدة تساؤلات، ولا سيما أن مناسبة المباراة وقعت تحت مظلة الاتحاد الآسيوي، ما هي الحلول والبرامج التوعوية التي قدمتها الجهات الأمنية بالتعاون مع الرئاسة العامة لرعاية الشباب، واتحاد القدم في التصدي لهذه الظاهرة؟، وما هي الدورات التدريبية التي عُقدت لرجال أمن الملاعب في التعامل مع المشاغبين بشكل يطور مهاراتهم، ويجعلهم يتعاملون بشكل أكثر حضارية تحفظ للمقتحمين إنسانيتهم ولا يُسيء لجهودهم الأمنية والتنظيمية، والصورة الذهنية لهم؟، ويبقى السؤال الأهم: أين هي الدراسات والبحوث المتخصصة لدى الرئاسة التي تتناول مثل هذه الظواهر بالتحليل والأرقام التي تساعد في العمل على الحد منها، والتعامل معها؟!. ما يطيح فريق هذا جمهوره لم أتردد، ولن أنفك يوماً عن الإشادة بجمهور الهلال، ومواقفه الوفية، والداعمة، لفريقه ونجومه، ورموز ناديه في جميع الأحوال.. فهذا الجمهور الواعي، والمثقف، والذكي هو بمثابة خط الدفاع الأول عن ناديه، والمقاتل في حفظ حقوقه. ليس من السهولة بمكان التّذاكي على هذا الجمهور الفطن، والمدرك لواجباته، ومواعيد القيام بها.. بالأمس الأول سجل أروع وقفة وفاء مخلصة، وعاد لكسر الأرقام مجدداً في حضوره، ومؤازرته للاعبي الزعيم في مشوارهم الآسيوي المهم.. شحذ همته بنفسه، وقام بالتعبئة، وتفنن في رفع الشعارات التي تدعو للحضور إلى الملعب حتى تقاطر مشجعو الزعيم من كل حدب وصوب ملبين نداء الواجب.. حضروا، وشجعوا بحضارية وثقافة عالية وسجلوا كالعادة التميز في ال»تيفو»، شكلاً وموضوعاً، وفي رقم نافسوا من خلاله أنفسهم. أخيراً: الاتحاد خسر شوطاً، وهو قادر على التعويض رغم صعوبة المهمة.. والزعيم أنهى الشوط الأول متقدماً بهدف، النتيجة غير مطمئنة، وما زالت الكرة في الملعب، وخصمه صعب المراس، وعنيد على أرضه.