هل تعلمون أن سائق سيارة الأجرة (السعودي) قد يتعرض لتهمة، بسبب طباعته وتوزيعه (لكروت توصيل مشاوير) تحمل رقم هاتفه؟!. المسألة مُخجلة بسبب (نظرتنا) لشبابنا من سائقي سيارات الأجرة، فلا يكفي (شظف العيش) الذي يعانونه، وامتناع معظم (العائلات السعودية) من الركوب معهم وتفضيل السائق الأجنبي، على اعتبار أن سائقي سيارات الأجرة السعوديين يحملون (الجينات) التي رسمناها في مخيلتنا بسبب بعض أخطاء من سبقوهم، والحقيقة أن هناك شباباً سعوديين واعين ومثقفين يبحثون عن لقمة الحلال، بطريقة راقية وعصرية، ويقدمون خدمة ممتازة!. من المنتظر قريباً أن يتم إطلاق سيارات الأجرة (الممتازة) أيضاً، حيث يفترض أن (الليموزين الجديد) في الرياض سيعمل بالعداد، وفيه مقومات سيارات الأجرة العالمية، والأهم أنه لن يقوده إلا (سائق سعودي)، تمهيداً لتوطين 60 ألف وظيفة (سائق أجرة) بنسبة 100% في المستقبل!. أمس الأول قضيت نحو (9 ساعات) متواصلة، متنقلاً بين (سيارات الأجرة) في شوارع الرياض، لمحاولة سبر أغوار هذه المهنة، ومعرفة مشاكل وظروف السعوديين العاملين فيها؟! التجربة كانت مريرة، كان الشرط الأول أن يكون (قائدها سعودياً)، أما الشرط الثاني فهو أن (يشغل العداد) رغم أننا اتفقنا على الدفع المسبق (لقيمة المشوار)، مع قبوله الشرط الأخير وهو (التصوير التلفزيوني)، وكان الشرط الأخير قاتلاً بالنسبة للكثير من سائقي سيارات الأجرة، لأسباب متعددة الأول هو (الخجل) من نظرة المجتمع لسائق التاكسي، وهناك شباب يعملون بطريقة غير نظامية وهم موظفون في قطاعات مختلفة، و(يسترزقون) في وقت فراغهم، في النهاية نجحت في التصوير مع البعض وكانت المحصلة منوعة؟!. فمعظم السيارات تحمل (الطابع الخاص) بالداخل، حيث إنها توحي لك بركوب سيارة شخصية، وليست سيارة أجرة عامة، معظم من يعملون في التاكسي من السعوديين لا يعتبرونه (وظيفة دائمة)، بل يتعاملون معه كحل مؤقت، لا يوجد هناك خطط تطويرية في أذهان هؤلاء، البعض يخجل من إطلاق (سائق أجرة) ويعتبر فيها منقصة أمام أقرانه، بحيث يعتقد أنه لا يُقبل الزواج به... إلخ؟!. برأيي أن نجاح مشروع توطين سيارات الأجرة، مرهون بتدريب السائقين في أكاديميات للعلاقات، والبرتوكول، وتدريبهم على التعامل بأساسيات اللغة الإنجليزية، فلا فائدة من منحهم سيارات فقط، بل يجب منحهم ثقافة قيادة هذه السيارات، وكيفية التعامل مع راكبيها!. وعلى دروب الخير نلتقي.