يوم الثلاثاء فجراً انتقل إلى رحمة الله عبدالله بن سعد الرويشد، فكان هذا الخبر مؤلماً لي أشد الإيلام، ولكن لا راد لقضاء الله وقدره، قال الله سبحانه وتعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}. وقد تعرفت عليه منذ أكثر من ثلاثين سنة، وخلال هذه المدة كان يأتي إلينا في أمانة مدينة الرياض، وكنت آنذاك أحد موظفيها فعرفت فيه الصدق والوفاء والتواضع وحب الخير بما له وجاهة. هذه خصاله الحميدة ولكنه في الوقت نفسه يكره المنافقين والمتملقين. ومن خصاله الحميدة محبته للعلم والعلماء، وكرّس حياته في طلب العلم حتى نال شهادة الدكتوراه. هذا هو عبدالله بن سعد الرويشد شامخاً محباً لوطنه وأهل وطنه، قال أحد الشعراء: آمنت بالله والآجال قدرها إذا انقضى العمر لم ينقص ولم يزد وكل حي لورد الموت مرتحل يسعى متى ما يصله رحله يرد وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَابًا مُّؤَجَّلاً .. اللهم أسكنه فسيح جناتك وتغمده برحمتك يا أرحم الراحمين. وعزائي لأبنائه وإخوانه، وأقول لهم اصبروا إن الله مع الصابرين.