« اليوم نقول لكل الذين تخاذلوا او يتخاذلون عن اداء مسؤولياتهم التاريخية ضد الإرهاب من اجل مصالح وقتية او مخططات مشبوهة بأنهم سيكونون اول ضحاياه في الغد ،وكأنهم لم يستفيدوا من تجربة الماضي القريب ،والتي لم يسلم منها احد» كلمات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يوم أمس للعالم كانت قراءة أمينة وواعية للماضي وإدراكا عميقا للحاضر واستشرافا بصيرا للمستقبل ، كلمات رجل أمة يستشعر واقع المأساة التي يعيشها العالم اليوم ،حيث يطبق الصمت من الجميع تجاه ارهاب ينمو ويتجذر في بيئة ملتهبة لا تنبت الا علقم الإرهاب بسبب سياسات دولية وإقليمية استغلالية ضيقة الأفق ! أراد حكيم العالم ان يذكر المتماهين مع الإرهاب ضعفا او إعجابا او استغلالا ان هذا المارد الشيطاني لايقف عند حد ولا يخدم اي أجندة دون ان يحرق أصابع العابثين به ، مستشعرا ومدافعا عن الخطر العظيم الذي يمثله هؤلاء الإرهابيون على دين الاسلام العظيم بتقديمه مقصلة للإنسانية والتسامح والتعايش ، ولم يتجه الملك الحكيم الى لوم العالم ووسائل إعلامه حول تشويه صورة الاسلام وواقعه رغم حيفها بل اتجه الى قادة العالم العربي والإسلامي وعلمائه مذكرا لهم بمسؤولياتهم ، فالدين الذي دخل كل بيت شعر ومدر بسماحته وعدله يتعرض اليوم لتشويه ممنهج تبثه وسائل التواصل الاجتماعي وعبر مقاطع وحشية تصد عنه القلوب والافئدة فان لم يدافع المسلمون عن دينهم فلن يمثله سوى هؤلاء الخونة بجهلهم وعنجهيتهم. ما يحدث اليوم من افتراء على الاسلام وتصاعد للعنف لم تواجهه المملكة بالخطب ولا الكلمات والأمنيات فقد ذكر الملك عبدالله العالم بدعوته لإنشاء المركز الدولي لمحاربة الإرهاب والذي حظي بتأييد عالمي كبير باعتباره تأسيساً لجهد وقناعة عالمية ان الإرهاب عدو الجميع ومسؤولية مواجهته هي مسؤولية جماعية لا يجب ان يتخلى عنها احد. حديث الملك عبدالله عن الارهاب لم يتجاوز محنة الأشقاء الفلسطينيين في غزة والذين يتعرضون لمجازر جماعية لا تستثني الصغير والعاجز والمرأة والرجل ، مجازر تدمى لها الانسانية دون وازع من دين او خلق ، كلمات الملك الصادق وضعت العالم امام واجب الفعل وحقيقة المواجهة فالمنطقة التي يتمدد فيها الارهاب الذي يقتل الأبرياء ويهجر مخالفي الدين في العراق ويستبيح أموالهم ومساكنهم وإرهاب الدولة الذي يتحدى العالم في فلسطين لن ينتج سوى جيل مؤمن بأن العنف هو سبيل الحياة وخيار حسمها الأوحد، صمت المجتمع الدولي عما يحدث الان لن يكون ثمنه سوى صراخ الألم حين لا ينفع طب ولا كي ، وسيظل التاريخ يحفظ للحكماء وأهل البصيرة انهم من يستشعر الخطر ويحذر من وقوعه قبل ان تعم الكارثة الجميع.