سعادة رئيس التحرير الأستاذ خالد المالك -وفقه الله-.. إشارة لما نشرته الجزيرة بتاريخ 7 رمضان 1435ه عن صدور قرار صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور منصور بن متعب وزير الشئون البلدية والقروية القاضي بالموافقة على تشكل لجنة تسمية الشوارع والميادين لمدينة بريدة برئاسة أمين منطقة القصيم المهندس صالح بن أحمد الأحمد إلى جانب ستة أعضاء... إلخ. حقيقة إن تسمية الشوارع والميادين في المدن وحتى في القرى لها أهمية كبيرة لأنها تسهل الوصول إلى الأماكن المبتغاة بسهولة، ودليل على التحضر والتطور، ولكن وحسبما اطلعت عليه في برنامج تلك التسميات الحاصل بالنسبة لشوارع وميادين مدينة الرياض فلديّ عليها ملاحظات، وقد كتبت عنها عبر هذه الصحيفة ولديّ اقتراح للتسمية أحب أهداءها إلى تلك المدينة المباركة (بريدة) فأقول: إن تسمية أي مدخل أو ممر أو شارع بشارع فلان بن فلان قد يكون أمراً صعباً وذكر الاسم حافاً أيضاً يعتبر منقوصاً مما أعجز المختصين بالتسمية في مختلف المدن عن توفير الأسماء، فاضطروا إلى التسمية بأسماء مجهولة لدى أكثر من 95% من المواطنين، بمعنى أن الأسماء ناقصة التعريف والمفروض ألا يكون الهدف من التسمية معرفة الشارع وموقعه فقط بل ويجب أن نهدف من التسمية أيضاً التخليد والتعريف بصاحب الاسم باختصار وبخط أصغر من خط الاسم مثل شارع أبوبكر الصديق، وهل كل يعرف صاحب الاسم العظيم الخليفة الراشدي رضي الله عنه أو شارع عبدالله النعيم أو شارع الشيخ محمد الحركان.. أبدي هناك نسبة ليست بالبسيطة لا تعرفهم وأمثالهم كثر فمن الأفضل أن يضاف إليه أمير المؤمنين رضي الله عنه، وإن كتب بين قوسين ولد بتاريخ وتوفي بتاريخ فما أجمل منه، ولن يضير اللوحة شيئاً أو حمزة سيد الشهداء وعم رسول الهدى، أو صلاح الدين قائد موقعة حطين وبين قوسين فاتح القدس أو مسترجع القدس من النصارى.. فبإضافة كلمة أو اثنتين تبين مكانة صاحب الاسم أهو صحابي أو تابعي أو عالم أو قائد معركة أهو طبيب نطاسي أو هو مهندس مشهور كالمهندس سنمار وبالإمكان بعد استنفاذ أسماء أصحاب وزوجات الرسول صلى الله عليه وسلم وملوكنا وأمرائنا رحم الله المتوفى وأطال الله بقاء الحي يلي ذلك أسماء المواطنين في كل مدينة وقرية الذين لهم شأن ودور في الحياة وخاصة من خدموا الوطن وبالأخص من خدموا المدينة أو القرية ذاتها أو هم من علماء المدينة أو هم ممن اشتهروا بالأدب والشعر أو افعال الخير وخلاف ذلك.. فمثلاً بالرياض لماذا سمي شارعنا باسم سالم الشرقاوي وهذا شخص لا نعرف عنه شيئاً أليس الشيخ الشاوي كاتب عدل الرياض سابقاً ومن أول من بنى وسكن في هذا الشارع أليس أولى بالتسمية من الشرقاوي؟.. من المؤكد ستكون الإجابة بنعم ومن الأسماء غير المرضية مثل شارع النازية وهذا الاسم حسبما أعرف ينسب إلى حزب سياسي ألماني بزعامة هتلر . هذا أمر، أما الآخر فالحي أي حي لابد أن تحيط به شوارع كبيرة ذات اتجاهين أو شارع ذو مسارين ومن ثم تليه الشوارع التي تدخل الحي بعدها الممرات داخل الحي فإن كان الحي ذو مساحة واحدة أي مخطط واحد لا فواصل فيه بشوارع فالأمور كما ينبغي وإن كان الحي واسع فيمكن تقسيمه إلى مربعات كأن نقول مربع (1 أو 2 أو 3) أو بالحروف كأن نقول: (مربع أ ومربع ب ومربع ج) والأفضل وضع رقمكل مخطط من مخططات الحي أو جزء منه فنقول المربع رقم كذا من المخطط رقم كذا وهكذا ومن ثم فالمفروض حصر اسم كلمة شارع على الشوارع ذات الاتجاهين او الاتجاه الواحد بمسارين متعاكسين فهذه تسمى بأسماء تستحقها كما أوضحته سلفاً يليها الشوارع التي تدخل الحي انطلاقاً من أي من الشوارع المحيطة بالحي ولكني أسميها مداخل وليست بشوارع فأقول مدخل فلان أو فلان وأكمل التعريف وإن ضاقت الأسماء لدى أعطائها أرقاماً فأقول المدخل رقم (1 أو 2 أو 3) بعد ذلك نأتي على الممرات وهي الشوارع الداخلية فأسميها أو أعطيها أرقاماً مهما يكن عددها أو طولها كالممر رقم (1 أو 2 أو3) وهكذا بتلك الطريقة نخلد أسماء من يستحق التخليد إضافة إلى استفادة القراء خاصة الطلاب حينما تترسخ بأذهانهم تلك الأسماء ومكانتها في الإسلام أو الدولة أو المجتمع وبتلك الطريقة أيضاً تتوفر لدينا الأسماء الكافية للشوارع والمداخل وثم يسهل علينا التعرف على الشوارع والمداخل والممرات ولا نحتاج إلى أسماء مجهولة أو مختلقة وللعلم فهناك أسماء تصلح في مدينة ولكن لا يصلح استعمالها بمدينة أخرى كتسمية إحدى شوارع مكة بالسكرية أو البرحية فالأولى بهذه الأسماء مدينة بريدة أو عنيزة لاشتهارهما بزراعة النخيل. وملاحظة أخيرة ففي الرياض شوارع بمدينة الرياض سميت بشارع بريدة وعنيزة فقط فهل كل من سكن الرياض أو تجول من خلال شوارعها يعرف هاتين المدينتين لا أظن والمفروض أن نسمي بشارع مدينة بريدة ومدينة عنيزة وإن أضفنا إلى الاسم عبارة (تشتهر بزراعة النخيل) فهذا جيد وأكمل أو نقول (من مدن القصيم) أما الميادين فتعطى أسماء تناسبها مثل ميدان (الجردة) ويكتب تحت الاسم تعريف مختصر بأهميته سابقاً ومثل مقصورة أو حصن الشيخ إبراهيم الربدي وهكذا دواليك أما عن ترقيم المنازل فالأفضل أن أضع للمنزل رقم قطعة أرضه كما هي في المخطط والمدنون بصك الملكية والمعول عليه بكل ما يجري على هذه القطعة أو هذا المنزل والعمل بأرقام القطع كما هي بالمخطط تلغي تكرار الأرقام على المنزل التي شوهت الذوق العام فهذا رقم القطعة بالصك وكذلك رقم المنزل من قبل الأمانة أو البلدية وكذا رقم المنزل من قبل البريد وإياكم أحذروا من تغيير الأسماء القديمة سواء أكان ميداناً أو شارعاً نظراً لقيمتها الأثرية والتاريخية. ختاماً أتمنى أن تستفيد لجنة تسمية شوارع بريدة وغيرها من المدن والقرى من هذا الاقتراح المتواضع وإلا تأخذهم العزة بالإثم فخذوا (الحكمة من الغير) ففيها التقدير لأهل السلف والاحترام لمن يستحق من الخلف وزيادة في ثقافة الأبناء والبنات وعابري الطرق وبالله التوفيق وأسأله الرشاد والسداد.