سعادة رئيس تحرير الجزيرة تحية طيبة وبعد: إشارة لما نشرته «الجزيرة» بتاريخ 19 محرم 1435ه عن تشكيل فريق عمل لتقويم وضع مرافق مياه السيول، وإشارة لما سبق أن وجّه الأمانات به من إلزام الجهات المعنية بتسمية الشوارع بإضافة جملة «الترضي» عن الخلفاء وأمهات المؤمنين وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن خلال تجوالي بعدد من أحياء عاصمتنا الرياض، واستعراضي لكثير من أسماء الشوارع وترقيم المنازل ومختلف الوحدات السكنية، تكشّفت لي الملاحظات التالية: هناك ممرات لا يتجاوز طولها المائة متر وتسمّى بشارع فلان كالممر المقابل لمنزلي بل وسمّي بشارع بلال بن هرمي فمن يكون هذا، فقد لا يكون ذا أهمية لا تاريخية ولا علمية ولا اجتماعية، وهناك شوارع سمّيت بأسماء أعتبرها غريبة مثل شارع (النازية)، بينما المفروض أن تسمّى بممر فلان، أعني أشهر الساكنين أو كالعالم أو الأديب أو أقدمهم سكنا فيه وهكذا، أو ممر المركز الصحي بالحي أو ممر المسجد، أو أن تعطى مثل هذه الممرات أرقام تسلسلية، فنقول ممر رقم واحد وخمسة وعشرة وهكذا، هذا بالنسبة لكل الممرات داخل المربع في الحي، وهناك شوارع أطلق عليها اسم شارع فلان والمفروض أن تسمّى مدخل فلان، لأنه مدخل للحي أو للمربع من الحي، أو أن نعطيه أرقاماً كمدخل رقم 3 ورقم 7 مهما تعدّدت المداخل مع تجنُّب اسم شارع داخل المربع، وحينها يجب أن يقتصر اسم الشارع على الطريق الذي يخترق المربع ويبدأ وينتهي بشارع عام أو يحيط بالمربع من الشمال أو الجنوب أو من الشرق أو الغرب من ذوي الاتجاه الواحد أو التي تحيط بالحي من ذوي الاتجاهين، ومن ثم يليه طريق ومن ثم الدائري حسب نظام التخطيط، ويفضل أن يقسم الحي إلى مربعات بأرقام تبدأ من واحد إلى ...... وتحتها رقم المخطط، على أن يحاط المربع أو المخطط بشوارع رئيسية أو شبهها، بعدها يجب أن ترقم المساكن بأرقام القطع كما في المخطط لا كما نراه اليوم في الرياض، علماً أن رقم القطعة مدوّن بصك الملكية والأمانة وضعت رقماً لكل بيت والبريد وضع رقماً ثانياً فكيف للإنسان أن يتصور رقمين للمسكن الواحد أو لقطعة أرض، وبتطبيق ما أشرت إليه سيكون العنوان كالتالي: ( الحي الفلاني) مخطط رقم المربع رقم 2، مدخل فلان، وثم الممر رقم خمسة منزل رقم برقم القطعة كما في المخطط، وبهذه الطريقة سنقلل من أسماء الشوارع ونستغنى عن الأسماء التي لا تستحق التخليد وليست بمعروفة لدى الساكنين من أجل ما سلف والأهم أن تكون الأسماء علاوة على أن القصد منها الاستدلال إلا أنها تكون أيضا لتخليد من يستحق التخليد، ويفضل إضافة بعض الجمل إلى الاسم للتعريف به إذ لا نكتفي بالاسم فقط، فشارع أبي بكر الصديق يجب أن يكون شارع أمير المؤمنين أبوبكر الصديق رضي الله عنه وبخط اصغر وُلد عام ... وتوفي عام ... ونقول شارع أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وبخط أصغر وُلدت عام ... وتوفيت عام ... وشارع الشيخ محمد بن حركان رحمه الله وبخط اصغر وزير العدل الأسبأو رئيس رابطة العالم الإسلامي، وهكذا لتكون التسمية ذات معنى ومغزى أو هدف (للتذكير بمكانة صاحبه واعترافاً بفضله) ويلي ذلك الترضي عنه أو الدعاء له أو الترحُّم عليه، وكان سمو الأمير منصور قد أصدر تعميماً للأمانات والبلديات بإضافة جملة الترضي، ولكني أرى أن يكون الاتجاه أعم مما تم، وأخيراً يجب ألا يجزأ الشارع بحيث يحمل أكثر من اسم كما في شارع الأستاذ عبد الله النعيم في الرياض، حيث أعطي جزءاً من الشارع وأعطي الجزء الآخر لفلان، مما يوحي بقلة الأسماء، ثم إنّ عبد الله النعيم لا يُنسى فضله وإخلاصه ومن أجل التمييز والتكريم يضاف إلى اسمه أمين مدينة الرياض من عام ..... إلى عام ... لا سيما وأن هذا الرجل خدم مدينة الرياض بكل جد وصدق، من هنا أتمنى أن تستفيد أمانة مدينة الرياض وغيرها من المدن من هذا الاقتراح نظراً للأهداف السامية التي ذكرتها.