لعل ما يجري من استعدادات ومن تحرك على مستوى قيادات الأندية المحترفة لدوري عبداللطيف جميل ممثلة برؤساء تلك الأندية لهذا الموسم وما تم من إنجازات خلال الأيام القليلة الماضية ما هو إلا ظهور واضح لبعض المؤشرات لنتائج العمل الإداري المحترف والذي كان يفتقده الدوري وبصورة واضحة موسماً تلو الآخر إلا من بعض الحالات الاستثنائية لقليل من الأندية، فحسب إعلان بعضها مؤخراً من خلال المؤتمرات الصحفية بأنها قامت باستقطاب العديد من الرعاة سواء من شركات محلية أو علامات تجارية عالمية لرعاية تلك الاندية ليدعوا إلى التفاؤل بأننا مقبلون على موسم مميز سنرى به تحسناً كبيراً في الوضع المالي للأندية وانتعاش لخزينتها وبالتالي إنعكاس ذلك التحسن على جودة الأداء للنادي و للدوري ككل بشكل عام. فقد وقعت شركة الانصالات -موبايلي- مؤخراً عقد رعاية مع قطبي العاصمة ناديي الهلال والنصر نظراً لما يملكاه من شعبية كبيرة بين الجماهير، وكما أعلنت إدارة كلا الناديين أنه سيكون هناك العديد من الشركات الراعية الأخرى التي يجري التوقيع معها، وبالرغم من عدم التصريح بمبالغ عقود الرعاية والاستثمار تلك من قبل جميع الأطراف إلا أن ذلك التوجه من قبل إدارات الهلال والنصر ليعكس مدى أهمية العمل الإداري المحترف في دعم القطاع الرياضي والشباب بصفة خاصة. ومن جانب آخر قامت عدة أندية كذلك بتوقيع عقود للرعاية فقد وقعت أدارة نادي التعاون مع شركة مطاعم كودو كأول عقود الرعاية للنادي للموسم القادم، كما وقعت إدارة نادي الرائد مع شركة هنا للمياه، كما جددت شركة هرفي عقد رعايتها لنادي العروبة، كذلك ما يدور حالياً مع أندية الغربية فهناك العديد من العروض التي جاري العمل عليها من قبل إدارة نادي الأهلي لرعاية النادي أهمها طيران الإمارات والبريد السعودي، وكما تلقى نادي الاتحاد عدة عروض للرعاية بمبالغ عالية حسب تصريح ادارة النادي من قبل شركات اتصالات سيتم الاعلان عنها في الايام القادمة، ولعل الذي يؤكد على أهمية دوري عبداللطيف جميل للمحترفين وجذبه للشركات الرعاية هو ما تم مؤخراً مع نادي هجر الذي صعد في نهاية الموسم الماضي إلى دوري المحترفين، فقد وقعت إدارة النادي عقد رعاية لقميصه مع شركة العجمي خلال الموسم القادم، بالإضافة لنادي الخليج الذي يمتلك عقد رعاية مع شركة المجدوعي هيونداي للسيارات، ويمكننا القول إن جميع إدارات أندية دوري المحترفين قامت بجهود كبيرة خلال الفترة الماضية لاستقطاب الشركات التجارية لرعاية أنديتها خلال الموسم القادم، وهذه الظاهرة تعتبر إيجابية جداً نظراً لتوجه تلك الإدارات إلى تفعيل جانب العمل الإداري المحترف والتركيز على عوامل الجذب الاستثمارية للنادي لتفعيل استثمار العلامة التجارية له والتي كانت غير مستثمرة في العديد منها. فلكل نادٍ شعبيته الجماهيرية التي تعتبر القاعدة الرئيسية له والتي تسعى الشركات من خلال تلك الرعاية إلى جذب ذلك الجمهور إلى شراء منتجاتها فالعملية بلغة بسيطة أن جميع الأطراف شركاء في النجاح، فالنادي يحتاج إلى المال لاستقطاب أهمر اللاعبين والإداريين كما أن الشركة الراعية تهدف إلى إستقطاب جماهير النادي لاستهلاك منتجاتها، فالشركات التجارية هادفة للربح وإداراتها تعلم جيداً أن دخولها بشراكات مع أندية دوري عبداللطيف جميل سيعود عليها بالنفع عاجلاً كان ذلك أم آجلاً. لذا فإن هذا التوجه من قبل الشركات الكبرى للاستثمار في عقود الرعاية للأندية المحترفة يصب وبصورة مباشرة في مصلحة نهضة كرة القدم في المستقبل القريب سواء كزيادة في القيمة المادية لمبالغ الرعاية أو من ناحية إنعكاس وتأثير ذلك الدخل على جودة الأداء الفني للاعبين. ولعل من أهم العوامل التي ستساهم في ترسيخ ذلك التوجه نحو العمل المؤسسي والإداري المحترف بالأندية وتضمن استمراره ونجاحه بإذن الله هي إقرار مشروع الخصخصة من قبل الجهات المختصة، ذلك المشروع الكبير الذي قاد نجاحه سمو الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد طوال الفترة الماضية والذي سيرى النور قريباً في حال إقراره. لإن اعتماد ذلك المشروع سيدعم تقدم الأندية ونهضتها من خلال تطبيق إدق وأفضل المعايير العلمية الإدارية والمالية ومقاييس ومؤشرات الأداء الوظيفي لجميع العاملين بها من إداريين وفنيين إسوة بما هو قائم حالياً في الأندية العالمية في أوروبا وأمريكا التي انتهجت العمل المؤسسي المنظم. ومن جهة أخرى سيكون مُحفزاً لدخول العديد من الشركات التجارية المحلية والعالمية كذلك في مجال الاستثمار الرياضي نظراً لوجود معايير معتمدة ولوائح تنظم العلاقة بين كيان الشركات والاندية وبالتالي سيصب ذلك في المصلحة العامة للاندية وللاقتصاد الرياضي بشكل عام.