يحتل الوعي المروري مساحة كبيرة من اهتمام الصحافة والمرور والإعلام واستخدام الوسائل العلمية والإعلامية المناسبة، مما أسهم إسهاماً مباشراً في التوعية في هذا المجال، وشرح ذلك توضيحه باستمرار وما زال الموضوع يحتاج إلى المزيد من مواصلة التوعية، باعتباره اليوم من أهم قضايا الحياة المعاصرة ويحظى بإجراء الكثير من البحوث والدراسات والتوعية بشأنه وتسير بلادنا اليوم بخطوات حثيثة نحو التقدم والتطور وإرساء قواعد البناء الأساسي لانطلاق مسيرة هذا التطور نحو البناء وإنشاء الطرق وتشييد الجسور، إلى جانب التركيز على بناء الفرد من خلال معطيات متعددة، ومن خلال المثل الكريمة والقيم البناءة المنبثقة من العقيدة الإسلامية الصافية، وجاءت الدراسات والأقوال المتعددة لتؤكد أن هذا المجتمع هو أكثر المجتمعات في العالم أمناً واستقراراً بفضل تطبيق الشريعة الإسلامية السمحة. إن الحوادث المرورية استنزفت طاقات الوطن وإن الوعي المروري مهم جداً والتعاون مع رجال المرور، فما نشاهده يومياً من حوادث مؤلمة تبعث على الألم والحسرة.. ولعل من أسبابها التهور والسرعة وقطع الإشارة وقيادة السيارة بدون معرفة أو عدم بلوغ سن الثامنة عشرة، وإنه لواجب علينا أن نتعاون مع المسئولين عن المرور ونحترم النظام والقواعد والإشارات ونتبع التعليمات التي تصدر لمصلحة الجميع. وإن قيادة السيارة فن وذوق وخلق، فلها آدابها التي يجب أن تراعى وأصولها التي يجب أن تصان، لقد أصبحت حوادث السير تصدع النفس وتؤلم القلب لما تتركه من مصائب وويلات، فضحاياها أعداد كبيرة وبيوت كثيرة، وصرعاها نفوس بريئة، فعلينا أن نقلق لإحصائية وفاة 19 شخصاً يومياً، ليت المرور ينظم زيارات دورية لطلبة المدارس والشباب لضحايا الحوادث في مختلف المستشفيات للوقوف على تلك الحالات ليرى الشباب مخاطر السلوك الخاطئ في القيادة ونتيجة التهور، فذلك درس عملي. لقد ارتفعت الأصوات في كل مكان من العالم، تطالب بوضع حد لحوادث السير وتحرك المختصين في جميع الدول لدراسة ذلك ووضع الأنظمة والحلول العملية وتوسيع الشوارع وتخطيط الميادين، ووضع الإشارات ومراقبة السير على الخطوط الطويلة، وحددت السرعة وتضاعفت الجزاءات والغرامات.. كما أن مصانع السيارات تعمل في كل عام إحصاءات ودراسات لزيادة وسائل الأمن والسلامة ودرء الأخطار، وبقي دور الأفراد في المعاونة والتجاوب مع تلك النداءات والالتزام بقواعد المرور لتصبح السيارة مصدر سعادة وراحة واطمئنان.. بدلاً من أن تتحول إلى حوادث وأهوال ومأساة، وينبغي أن نعمل جميعاً على تنمية الوعي المروري في البيت والمدرسة وشتى وسائل الإعلام وقنوات التوجيه، وتكثيف ذلك بكل صبر ووعي وقوة والارتقاء بمستوى الفرد الثقافي والتعليمي، ومتى تضافرت الجهود الإعلامية والتعليمية والتربوية أمكن بتوفيق الله تحقيق الوعي والتجاوب ودرء الأخطار وتجبنها قبل وقوعها وبالله التوفيق.