سنة امتنّ الله بها عليه، بسبب الإيمان والإحسان، منه من الله على أوليائه الذين أغناهم به سبحانه على من سواه، ولهذا جعلها الله عزّ وجلّ فرقاناً بين أوليائه وأعدائه، وجعلها منيرة بين المؤمنين والمنافقين، كما جاء في سبب نزول قوله - عزّ وجلّ - في سورة المنافقون: {يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ} (8) سورة المنافقون. ولهذه العزّة مظاهر في القلب وفي الظاهر: - فمن مظاهرها عزّة المؤمن بإيمانه بألوهية ربه وعبادته وخوفه وخشيته ورجائه. - ومن مظاهرها عزّة المؤمن بأسماء الله وصفاته وأفعاله إيماناً ويقيناً واعتقاداً. - ومن مظاهرها عزّة المؤمن بربوبية الله وملكه وإبداعه وتدبيره وعموم خلقه. - ومن مظاهرها إيمانه برسوله صلى الله عليه وسلم واتباعه وحبه والذّب عنه وعن شرعته. - ومن مظاهرها قيامه بالصلاة والزكاة وإعلانه بهما رضي من رضي وغضب من غضب. - ومن مظاهرها صيامه الفرض وحجه وعمرته عبودية لله. - ومن مظاهرها تركه الكبائر طاعة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولا يجامل فيها أحداً. - ومن مظاهرها اعتزازه بدينه، وعدم تقليده في دينه وأخلاقه ومروءته وسلوكه ولباسه وكلامه، وهيئته غيره من الكافرين أو الفاجرين والفاسقين. - ومن مظاهرها ولاؤه لله ورسوله ولدينه وللمؤمنين، وبراءته من الكفر وأهله، ومن الفساد وأهله، كما قال سبحانه: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (22) سورة المجادلة.