يبدو أن الخواجات أيضاً لديهم جنونهم على وسائل التواصل الاجتماعي؟! فقد امتلأت صفحة شرطة كاليفورنيا على (الفيسبوك)، بثلاثة عشر ألف (لايك) على صورة شاب مجرم نشرتها الشرطة قبل يومين!. فالمعجبات لا يؤيدن أبداً سجن الشاب الأسمر الوسيم (جيريمي ميكس) والمتهم بالقيام بعملية سطو مسلح، بعدما أثارت صورته ضجة كبيرة على الإنترنت في الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث علقت المئات من الفتيات بتعليقات غريبها منها (يا إلهي كم هو جميل)، بل إن إحداهن كتبت للشرطة (هل يمكنكم أن تكبلوني إلى جانبه)؟!. أخشى أننا نُحمل تعليقات (تويتر وفيسبوك) العربية أكبر مما تحتمل، ونظل دوماً نعاتب ونحاسب وننتقد تعليقات شبابنا من الجنسين باعتبارها خروجاً عن المألوف، بينما المسألة لا تتعدى تعبيراً إنسانياً عفوياً، يجب أن يؤخذ في إطار وسيلة التواصل الاجتماعي فقط، التي هي دوماً غير منضبطة، ولا تعكس حقيقة المشاعر، كون الشخصيات المتفاعلة اعتبارية في الغالب، ولا تكشف عن مكنوناتها الحقيقة، وهذا لا يعني بالطبع القبول بكل ما يُطرح من آراء وتعليقات!. إحدى الدراسات السابقة كشفت أن تغريدات السعوديين الحقيقة على تويتر لا تتجاوز 20 % فقط، وال 80 % المتبقية هي مجرد تعليقات أو تفاعل على تغريدات موجوده أصلاً، وهذا يقودونا إلى مؤشر خطير بأن معظم ما يصدر من السعوديين عبر وسائل التواصل الاجتماعي هو (ردة فعل)، إما بعمل رتويت لتغريدة، أو تعليق (إيجابي أو سلبي) على تغريدة نشرها غيرنا؟!. فعلياً من يقود وسائل التواصل الاجتماعي، ومن يحدد اتجاهاتها في السعودية هم (العشرون في المائة) من المغردين، فهم الذين يكتبون تغريدات جديدة تعبر عن رأي أو وجهة نظر ما، والبقية ينشغلون بهذه التغريدات بين إعادة النشر أو التعليق أو الرد على الرد، وهذا بكل تأكيد لا يعطيك مؤشراً صادقاً لما يفكر فيه في أي مجتمع؟!. فالشرطة الأمريكية نشرت (صورة المجرم) عقاباً له، ولكنها حصدت 13 ألف إعجاب و(لا يك)، فهل كل هؤلاء يريدون القول: إن (المزيون لا يُسجن)؟!. وعلى دروب الخير نلتقي.