سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الموقر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قرأت مقالة الأستاذ سلمان بن محمد العُمري عُنونت ب»أعداء النجاح والتميز» والمنشورة في العدد 15149 الصادر يوم الجمعة 20-5-1435ه. وتعقيباً على مقال الكاتب أحب أن أضيف النقاط التالية: 1 - أن أول عدو للتميز والسبب المؤدي إلى الإحباط والفشل هو غياب المُحفز الذاتي الذي يجعل الشخص يسير بين نجاحات كثيرة بلا هدف. فكثير من الناجحين تقلّدوا مناصب كبيرة ومع ذلك فهو كثير التذمر والتشكي من وضعه لأن الهدف الأعظم غاب عنه، قال الله عزَّ وجلَّ: {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} (التوبة: 105)، وقال عليه الصلاة والسلام كما عند ابن ماجه: (ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن إخلاص العمل لله). 2 - وأيضاً من أعداء التميز المقارنة التي دائماً ما تصاحب الناجحين، مع غيره من أقرانه ويخفى عليه أن قدرات الإنسان مواهب من الله عزَّ وجلَّ، وأن أي إنسان قد ينجح في أمر ولا يبدع في غيره. ولذا جاء هذا التفصيل حتى في العبادات فروى البخاري عنه عليه الصلاة والسلام: (من أنفق زوجين في سبيل الله نُودي من أبواب الجنة يا عبدالله هذا خير فمن كان من أهل الصلاة دُعي من باب الصلاة ومن كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد ومن كان من أهل الصيام دُعي من باب الريان ومن كان من أهل الصدقة دُعي من باب الصدقة) فقال أبو بكر رضي الله عنه بأبي وأمي يا رسول الله ما على من دُعي من تلك الأبواب من ضرورة فهل يُدعى أحد من تلك الأبواب كلها؟ قال (نعم وأرجو أن تكون منهم). 3 - وكذلك من أعداء التميز انتظار الثناء والشكر من الآخرين؛ فمتى همّش ولم تقدّر جهوده كان ذلك صارفاً له عن تحقيق هدفه والوصل لتميّزه. وأخيراً على من أراد التميز الحرص على سلامة قلبه من آفات القلوب، والتي قد تقلب العمل من أن يكون هادفاً وخادماً للدين، إلى أن تكون النجاحات شخصية، والانتصار للنفس، ويغيب عنه الهدف الحقيقي من العمل والأداء، وهو طلب رضا الله سبحانه، ونفع عباده المسلمين.