للإحساس العاطفي الجيّاش الذي يختزله الشعر المتميّز في حنايا التداعيات والأخيلة والرموز والصور ما يأخذنا عالياً في أفق مشاعر حالمة بكل سمو المضامين الرفيعة لكلمة الحب البريئة من كل شائبة ينتهي ظلام ما سواها عند أعتاب إيمان بيقين مصداقيتها الذي تحكيه الشمس في بزوغها والقمر في إطلالته .. وقلّة من شعراء النخبة من أبهر كل منهم في الوصف المتفرّد وكأنه يصف أمرا غيبيا لامرئيا البتة بدافع إحساسهم العالي أولاً ثم بسبب تمكنهم من علم البيان والمعاني والبديع كأصحاب تجارب شعرية متبلورة تماماً .. يقول الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن في إحدى روائعه بصوت الفنان طلال مداح: لو حبت النجمه نهر.. وطاحت على صدره سنا.. إن مرّت الغيمة قهر.. وان هبّت النسمه قهر.. والى رمى طفلٍ حجر.. عكَّر مواعيد الهوى.. وفي ترحاب حار (من الروح للروح).. ذات صباح تغمر بهجته حنايا القلب بالحب الخالص وتظلله سحابة الحنان ومطر المشاعر يقول الأمير الشاعر خالد الفيصل: يا صبح عمري يا صباح التباشير نوره ملا قلبي وروحي غمرها ربّع بروحي عقب ماهي معاسير سحابةٍ هلّت بقلبي مطرها وبعيداً عن وقع قسوة المفردات الموغلة في تفسير مواقف وتغيرات الحياة فإن النهايات العاطفية لا تعني دائماً الخيانات أو (قلّة الخاتمة)، فربما أن لأقدار المحبين تحولاتها السعيدة بعيداً عن التفسيرات النمطية بموضوعيتها المملّة بتكرارها.. يقول الشاعر طلال السعيد: العشق كان لغيرها لين شفتها ومن شفتها نفسي من البيض تايبه بالغصب فرّت موجة القلب يمّها بالغصب قلبي طاع وانكر حبايبه قعدت اماري وافتخر في جمالها واقول هذا الزين شوفوا عجايبه ثم إن الإيثار وهو المعنى الآسر لرقي التعاطي مع الآخر لا يحضر ماثلاً إلاَّ في الحب الصادق لا ما سواه.. يقول الشاعر مساعد الرشيدي: خذ فرحتي وآخذ عنك ضيقة البال خذ راحتي والاَّ التعب عنك عطنيه ما ابغى يكدّر خاطرك ربع مثقال عطني عذابك خلّني اكتوي فيه غمرتني بالحب يا سمح الاقبال فائض حنانك حايرٍ وين أودّيه..؟!